كريستين لاغارد تسلط الضوء على التحديات والفرص القائمة في ظل التغيرات الحالية في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي خلال جلسة حوارية في القمة العالمية للحكومات 2017

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدول رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، استضافت جلسة حوارية رئيسية في إطار فعاليات الدورة الخامسة من القمة العالمية للحكومات المنعقدة حالياً في دبي، معالي كريستين لاغارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي، للحديث عن مختلف التحديات والفرص الاقتصادية التي تواجه عالمنا حالياً في ظل التغيرات الجديدة.

وفي حديثها عن المخاوف المحتملة من احتمالات عدم الاستقرار الحالية، قالت كريستين لاغارد إن الوضع يختلف بين الدول بحسب سياساتها ونتائج الانتخابات، مشيرة إلى أن التغيير أمر لا بدّ منه ويجب توقعه والتخطيط له. وأشارت لاغارد في تعليقها على الأوضاع في الولايات المتحدة عقب الانتخابات الرئاسية الامريكية إلى أن صندوق النقد الدولي راجع معدلات النمو للولايات المتحدة وأنه من المحتمل جداً أن يواصل النمو ارتفاعه في البلاد. لكن من جهة أخرى، نوّهت لاغارد بأن استمرار النمو الأمريكي وارتفاع قيمة الدولار ومعدلات الفائدة سيكون له تأثير على الاقتصادات والعملات الأخرى.

وفي تعليقها على توجه الولايات المتحدة نحو الاقتصاد الحمائي وبناء الجدران وإلغاء اتفاق الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ (TPP)، قالت لاغارد: "لم يركز صنّاع السياسات بشكل كافٍ على الفئات الاجتماعية التي تأثرت سلبياً من دفق التجارة الدولية وحلول التكنولوجيا الحديثة محل اليد العاملة البشرية. لذلك ينبغي علينا الاستعداد لهذا الأمر، وأعتقد بأن مفهوم التجارة الدولية مفيد وجيد لكن يجب علينا العناية أكثر بالفئات المتضررة".

وفي إجابتها عن سؤال متعلق حول فشل العديد من القادة حول العالم في تنبؤ الآثار السلبية للسياسات التي كانت متبعة، والتي أدت بدورها إلى التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والانتخابات الأمريكية الأخيرة والأوضاع في فرنسا وغيرها من البلدان، أشارت لاغارد إلى أن تلك الآثار جاءت تدريجياً وبعض الدول تعزوها إلى التجارة الدولية وحلول الآلات والتكنولوجيا محل الإنسان. والأهم من ذلك أن نسبة كبيرة من الأجيال الشابة لم تعد تحقق دخلاً يزيد عن دخل الآباء في السابق، فضلاً عن انعدام المساواة الاجتماعية في كثير من الدول. وفي هذا الصدد، أشادت معالي كريستين لاغارد بالروح والشجاعة التي تحلّت بها إمارة دبي في طرح مثل هذه المواضيع ومناقشتها بشكل مفتوح وشفاف أمام العالم أجمع.

من ناحية أخرى، أشارت لاغارد إلى أن منظومة الاتحاد الأوروبي نجحت إلى حد كبير في وقف الصراعات والحروب والدماء التي كانت سائدة في فترة سابقة بين الدول الأوروبية، منوّهة بأنه على الرغم من الصعوبات التي تعاني منها اليونان، إلا أن دولاً أخرى مثل البرتغال وأيرلندا وقبرص نجحت في تجاوز الأزمة والتعافي.

وحول موضوع الضرائب التي سيتم تطبيقها قريباً في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، أكّدت كريستين لاغارد بأن استمرار دول المنطقة في الاستثمار وتوفير التمويل في ظل انخفاض أسعار النفط يفرض الحاجة إلى إيجاد منظومة ضريبية مناسبة ومنصفة. وأيدت لاغارد خطط الإمارات ودول منطقة الخليج بفرض ضريبة القيمة المضافة التي من المزمع تطبيقها في 1 يناير 2018.

واختتمت لاغارد جلستها الحوارية بالإشارة إلى أن الأمن الإلكتروني والوقاية من الهجمات الإلكترونية يحتل أهمية قصوى في القطاع المصرفي، وأنه على الدول أن تكون حريصة جداً، خاصة وأن قضية الأمن الإلكتروني لا تتعلق بفشل التقنيات وحسب، بل هي أيضاً مرتبطة بالأخلاقيات الإنسانية.