المنازل الذكية تستحوذ على اهتمام الحضور في اليوم الثاني من معرض مدن المستقبل 2017

شهد اليوم الثاني من معرض مدن المستقبل والذي تقام دورته الأولى في مركز دبي التجاري العالمي حتى يوم الثلاثاء (4 أبريل الجاري)، تركيزا على ايجاد حلول تضمن أمن المنازل الذكية في مدن المستقبل. يأتي هذا في وقت من المتوقع أن يتجاوز حجم صناعة المنازل الذكية 58 مليار دولار بحلول عام 2020. وبالمقابل أظهر استبيان أجرته شركة "انتل" أن 92% من المشترين المحتملين للمنازل الذكية يشعرون بالقلق من حدوث اختراقات لبياناتهم الشخصية. وفي ذات الوقت أظهر الاستبيان أن 89% من الزبائن المحتملين يفضلون أن يتم حماية جميع أجهزتهم الذكية في حزمة واحدة في حال انتقلوا للعيش في منزل ذكي.

وقال داوود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي لشركة "الاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات" ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض مدن المستقبل: "تشكل مواضيع الأمان والحماية أولوية مطلقة في مدن المستقبل. ولهذا السبب فإن معرض مدن المستقبل ناقش التقنيات المتقدمة لحماية المنازل الذكية والتي تتضمن عمليات تدقيق واضحة، وتنبيهات لحظية، اضافة لتوفير جميع الوسائل المساعدة التي من شأنها ضمان حماية منازل المستقبل من أي اختراقات".

وتقام الدورة الأولى من معرض مدن المستقبل تحت رعاية وزارة تطوير البنية التحتية والإسكان، وبشراكة مع الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية وبرنامج الشيخ زايد للاسكان ودائرة الأراضي والأملاك في دبي.

وتابع الشيزاوي: "على اعتبار أننا ما زلنا نعيش المراحل الأولى لاستخدام تقنيات حماية المنازل الذكية، فإنه من المهم للمصنعين والمشرعين وصناع السياسات أن يضعوا قواعد واضحة لتطوير أنظمة حماية المنازل الذكية. كما أنه من الضروري أي يعمل الخبراء والمخترعين والمبتكرين على تطوير أنظمة حماية المنازل الذكية، دون أن يتم المخاطرة بخصوصية قاطني هذه المنازل".

ويعتبر معرض مدن المستقبل 2017 منصة عالمية تجمع الشركات والمنظمات المنخرطة في عملية تطوير البنية التحتية من جميع أنحاء العالم. ويستقطب المعرض كبار المستثمرين وأصحاب المبادرات والابتكارات في مجال تخطيط وبناء مدن المستقبل من النواحي الاقتصادية والتقنية والبيئية.

ومن المتوقع أن تعتمد المنازل الذكية في مدن المستقبل على أنظمة متنوعة تسمح بالتحكم عن بعد بالاضاءة والحماية والتهوية وغيرها من الخدمات في هذه المنزل الذكية. ولهذا فإن هناك أهمية كبيرة لأن تكون أنظمة التحكم في هذه المنازل آمنة تماما ليشعر قاطنوها بالثقة والأمان.

وأضاف الشيزاوي: "تشكل دولة الإمارات في وقتنا الحالي مركزا لعرض الحلول الذكية في شتى أنواع الحياة. حيث أنه وفي الوقت الذي ستشكل فيه أنظمة التحكم الذكية في مدن المستقبل وسيلة لضمان راحة ورفاهية قاطني هذه المنازل، إلا أنه من المهم أن تكون أنظمة الأمان والحماية متطورة بشكل كبير لتساعد في ضمان شعور السكان بالثقة أثناء استخدام هذه التقنيات بشكل موسع. ولهذا السبب يعمد معرض مدن المستقبل في يومه الثاني الى إالقاء الضوء على موضوع أمن المنازل الذكية من خلال النقاشات والعروض التقديمية".

واستهدف معرض مدن المستقبل في يوميه الأولين استقدام الخبراء التقنيين وقادة الفكر في مختلف القطاعات بهدف اثراء النقاشات والحوارات وتقديم الحلول التي من شأنها تأمين منازل المستقبل الذكية من أية مخاطر محتملة.

وعلى التوازي مع النقاشات المتعلقة بضمان أمن منازل المستقبل الذكية، شهد اليوم الثاني من معرض مدن المستقبل عددا من ورش العمل والجلسات الحوارية التي ناقشت مختلف العوامل المؤثرة في رسم معالم مدن المستقبل. حيث اشتملت قائمة المواضيع التي تمت مناقشتها أثناء فعاليات اليوم الثاني من المعرض: كيف يمكن للمنازل الذكية أن تساهم في تنمية المجتمع، والاستدامة في المنشآت الصحية، وتصميم السعادة: التخطيط لمدن المستقبل، وتقديم العناية الصحية في العصر الرقمي، وغيرها الكثير من الموضوعات التي تساهم في تشكيل نظرة الخبراء لكيفية بناء مدن المستقبل.

وعن استضافة دبي لفعاليات هذا المعرض، قال الشيزاوي: "يشكل عنصر الابتكار حجر الأساس في بناء مدن المستقبل، لأن المدن التي نتطلع لها يجب أن تتمتع بأحدث تقنيات المرافق والمباني الصديقة للبيئة، اضافة للبنية التحتية التي تعتمد على حلول الطاقة المتجددة وتدار وفق أسس الاقتصاد الأخضر. وتحقيق هذا كله لا يمكن أن يتم دون وجود أفكار ومبادرات ومشاريع مبتكرة تساهم بزيادة الكفاءة وتخفض التكاليف والأهم أنها صديقة للبيئة. ومن هذا المنطلق إن دبي هي المكان الطبيعي لاستضافة معرض مدن المستقبل باعتبارها عاصمة الابتكار العالمية والداعم الأساسي للأفكار التي تسعى لإيجاد حلول خارج الصندوق لتحديات الواقع الراهن".

واختتم الشيزاوي حديثه قائلا: "إن أهداف معرض مدن المستقبل تتوافق مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 ورؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية، حيث تعتمد مدن المستقبل على أفضل الممارسات البيئية في مجالات ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والحفاظ على مصادر الطاقة والمياه، والاعتماد على مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وهو الأمر الذي يضمن أن تكون مدن المستقبل خالية من التلوث ومكانا يضمن رفاهية وسعادة من يعيش فيها. فأهداف معرض مدن المستقبل هي أهداف استراتيجية يجب أن تكون في صلب اهتمامات جميع العاملين في قطاعات التخطيط العمراني والمهتمين بالشأن البيئي. واستهدف المعرض في اليومين الأولين العمل على هذه الأهداف الاستراتيجية منذ الآن لضمان مستقبل مزدهر للمدن وساكنيها في المنطقة وعلى مستوى العالم".

الجدير بالذكر أن الدورة الأولى من معرض مدن المستقبل تختتم غداً (الثلاثاء 4 ابريل الجاري) في مركز دبي التجاري العالمي. ورسخ المعرض نفسه في دورته الأولى كمنصة عالمية اجتمعت فيها كبرى الشركات العاملة في تطوير المدن والبنية التحتية من جميع دول العالم، اضافة للمستثمرين والمفكرين والخبراء وأصحاب الحلول الابداعية والمبتكرة.