"سلسلة القيادة الخضراء" تشجع مشاريع الطاقة المتجددة واستراتيجيات إدارة المياه لكي تصبح دبي لاعباً رئيسياً في الحلول الخضراء عالمياً

استضاف "مجمّع دبي للعلوم"، أول مجمّع أعمال شامل مكرّس لقطاع العلوم في المنطقة، الدورة التاسعة من "سلسلة القيادة الخضراء" تحت عنوان "تعزيز المستقبل: عوامل الإحلال والتمكين في اقتصاد دبي الأخضر"، بهدف مناقشة الدور الهام للطاقة المتجددة وإدارة مصادر المياه في تلبية متطلبات التنمية المستدامة لدبي وإدارة الطلب المتنامي على الموارد.

وعلى الرغم من أن دولة الإمارات لا تزال من أكثر الدول جفافاً حول العالم، إلا أن مستويات استهلاك المياه فيها تواصل ارتفاعها إلى حدود مقلقة، حيث يصل معدّل الطلب الحالي للفرد الواحد على المياه إلى 550 لتراً يومياً، أي أكثر من 10 أضعاف الطلب في مدن مثل كيب تاون، وأكثر من ضعف المعدّل العالمي. وتتطلب تلبية هذه الاحتياجات وجود محطات تحلية توفّر حلاً فعالاً، والتي تستهلك بدورها كمّاً كبيراً من الطاقة.

وضمن المساعي الرامية لتلبية هذا الطلب، قام مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بإنشاء محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 11000 جالون من المياه النظيفة يومياً. ويعدّ المجمّع أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد، يقوم على دعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 من خلال تحويل المدينة إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة، عبر توفير نسبة 7% من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي بحلول عام 2020، و25% بحلول عام 2030، لتصل إلى 75% مع حلول عام 2050.

وفي هذا السياق، قال مروان عبد العزيز جناحي، المدير التنفيذي لمجمع دبي للعلوم، ورئيس فريق عمل قطاع صناعة الأدوية والمعدات الطبية ضمن استراتيجية دبي الصناعية 2030: "تحرص الحكومة الرشيدة في دولة الإمارات على القيام بمجموعة من المبادرات الطموحة، سعياً للوصول إلى أساليب بديلة لتلبية الطلب الحالي على الطاقة والمياه، والحدّ من البصمة البيئية في مدن الدولة. ويعدّ مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مشروعاً واسع النطاق يوفر نقطة انطلاق رائعة لتلبية طلب السكان المتنامي على الطاقة والمياه في دبي".

وأكّد جناحي على أهمية انعقاد "سلسلة القيادة الخضراء" لمناقشة التكنولوجيا الجديدة المبتكرة في هذا الصدد، باعتبارها منصّة هامة للحوار، حيث تجمع كبار الخبراء في هذا المجال من الهيئات الحكومية والأكاديمية والشركات، بهدف المناقشة وتبادل المعرفة حول وسائل ومنهجيات دعم استدامة دبي وأمنها المائي.

وعُقدت حلقتا نقاش للقيادات الفكرية المشاركة تناولت موضوعات حول محرّكات اقتصاد دبي الأخضر، والقضايا المرتبطة بالأمن المائي، بحضور عدد من الخبراء في هذا القطاع، حيث أشرف على إدارة الحلقتين الدكتورة ماري لومي، زميلة أبحاث أولى في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية.

وشملت قائمة المشاركين كلاً من الدكتور بابلو إزكويردو، مدير مكتب إدارة المشاريع في مركز دبي المتميز لضبط الكربون (كربون دبي)؛ وفاضل عبد الرحمن، مدير مساعد لقسم التغير المناخي وخدمات الاستدامة في EY MENA؛ والدكتور رائد بكيرات، مدير عام مجلس أعمال الطاقة النظيفة ومستشار أول في "أبريكوم"؛ وسوغاتا ناندي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة 3eApps؛ والدكتور كورادو سوماريفا، مدير عام Generation Middle East في شركة ILF Consulting Engineers؛ والدكتور أليخاندرو ريوس جالفان، مدير اتحاد بحوث الطاقة الحيوية المستدامة؛ والدكتورة فاتن سمارة، الأستاذة في الجامعة الأمريكية بالشارقة.

وتناولت الحلقة الأولى التي أقيمت تحت عنوان "ماذا يحرك مستقبل اقتصاد دبي الأخضر"، مختلف نواحي الاقتصاد الأخضر وكيف تسعى دبي إلى تعزيز دورها الريادي في المنطقة في مجال الاستدامة من خلال تطبيق حلول مثل التركيز على الاستدامة والأخلاقيات في قطاع التعليم، وتطبيق الرسوم والتعرفات. كما ناقش المشاركون احتمال وجود سوق للكربون في المنطقة بحيث يتم تداول انبعاثات الكربون لتشجيع الدول والشركات ومساعدتها على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

أما الحلقة الثانية التي أقيمت تحت عنوان "إدارة المياه: تقنيات إحلالية لكفاءة معززة"، فقد أكدت على ضرورة التحرك نحو الاقتصاد الدائري الذي يتم فيه الحفاظ على الموارد واستعمالها، ثم استعادتها وإعادة توليدها في نهاية دورتها الخدمية. وناقش المشاركون كذلك ضرورة عمليات الأبحاث والتطوير لاستغلال المياه المالحة كمورد مفيد في العديد من القطاعات.

ويُشار إلى أن "سلسلة القيادة الخضراء" قد أُطلقت في عام 2013 من قبل مؤسسي برنامج "شراكة اقتصاد دبي الأخضر"، كحدث تفاعلي يهدف إلى دعم اقتصاد دبي الأخضر، بمشاركة المساهمين من القيادات ذات النظرة المستقبلية في القطاعين الحكومي والخاص، للعمل معاً على تبني نموذج الإمارات العربية المتحدة الرائد في تحقيق الاستدامة.