"جلف كابيتال" تسرّع وتيرة استثماراتها في التجارة الإلكترونية في منطقة الخليج

أعلنت "جلف كابيتال"، وهي إحدى أكبر وأنشط شركات الاستثمار البديل في منطقة الشرق الأوسط، اليوم أنها ضخّت استثمارات تجاوزت مبلغ النصف مليار درهم إماراتي (أكثر من 500 مليون درهم) حتى الآن في شركات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في منطقة الخليج، مما يجعلها واحدة من أكبر المستثمرين في التكنولوجيا في المنطقة. وقد استثمرت الشركة في منصة رائدة للتجارة الإلكترونية التي تعمل في قطاع الضيافة بالجملة من الشركات للشركات، وفي أكبر منصة للمزادات في الشرق الأوسط وفي أكبر سوق إلكترونية لبيع منتجات المُكمّلات الغذائية والرياضية.

ويشارك الدكتور كريم الصلح، الرئيس التنفيذي في "جلف كابيتال"، كمتحدث في مؤتمر "ستيب" Step، الذي ينطلق غداً في دبي ويشارك فيه أكثر من 6000 رئيس تنفيذي ومدير وممثل عن شركات التكنولوجيا والمستثمرين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم. ويعتبر مؤتمر "ستيب" Step أكبر حدث في المنطقة يجمع شركات التكنولوجيا الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة بالمستثمرين.

وقد صرّح الدكتور كريم الصلح بهذه المناسبة: "تتسارع وتيرة التطوّر في قطاع التكنولوجيا في منطقة الخليج، ونحن نشهد انطلاقة العديد من الشركات الإقليمية التي أصبحت رائدة في قطاعها على الصعيدين الإقليمي والعالمي. و’جلف كابيتال‘ تدعم وتستثمر في هؤلاء الرواد وتساعدهم على تحقيق القفزة إلى المستوى التالي من نموهم. ونحن نتوقّع أن يبرز عدد من قصص النجاح لهذه الشركات في المنطقة، والعديد من هذه الشركات التي يتوقع لها النجاح موجودة في مؤتمر ’ستيب‘ هذا العام. نحن نتوقّع زيادة كبيرة في الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا في منطقة الخليج وعوائد مجزية من هذه الاستثمارات للذين دعموا شركات التكنولوجيا هذه في بداياتها."

هذا وقد كان أول استثمار لشركة "جلف كابيتال" في قطاع التكنولوجيا في شركة "محطات العالم" Destination of the World والتي أصبحت واحدة من أكبر شركات بيع الليالي الفندقية بالجملة في العالم، حيث تنتشر أعمال الشركة من أميركا الشمالية حتى منطقة آسيا الباسيفيك. وقد استثمرت "جلف كابيتال" أيضاً في منصتين أخريين للتجارة الإلكترونية وهما "سبورتر دوت كوم" Sporter.com ، وهو السوق الإلكتروني الرائد للمُكمّلات الغذائية والرياضية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، و"الإمارات للمزادات" Emirates Auction، وهو أكبر سوق إلكتروني للمزادات في الشرق الأوسط.

وقال الدكتور كريم مضيفاً: "إن الاقتصاد الرقمي له تأثير تحولي على حياتنا واقتصاداتنا علماً أن التجارة الإلكترونية هي في قلب هذا الاقتصاد الرقمي. ولربما سوف يكون الاقتصاد الرقمي أكبر اتجاه اقتصادي في منطقة الخليج وسيكون له أعمق تأثير على كل الشركات العاملة هنا في السنوات المقبلة. لطالما اشتهرت المنطقة كمركز تجاري محوري في العالم، تصل الشرق بالغرب عبر طريقي الحرير والتوابل. فالتجارة تجري في عروق أبناء المنطقة منذ القدم واليوم، مع تمتعنا بأعلى معدلات انتشار تقنيات الهواتف النقالة والإنترنت في العالم، من المتوقع أن تشهد منطقة الخليج فورة عظيمة في نشاطات التجارة الإلكترونية. ومن المؤكد أن هذا الاتجاه سيؤدي إلى إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية للمستثمرين الإقليميين والعالميين."

وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشارية، ينمو الاقتصاد الرقمي الذي أسهم بـ 2.3 تريليون دولار أميركي في إجمالي الناتج المحلي لمجموعة العشرين في عام 2010، متخطياً حاجز الـ 4 تريليون دولار أميركي في عام 2016، بمعدل نمو بلغ %10 سنوياً، أي أسرع بكثير من الاقتصاد العالمي ككل. والنمو في الاقتصاد الرقمي هو أعلى في الأسواق الناشئة: ما بين %15 و%25 سنوياً. التجارة الإلكترونية بين الشركات والمستهلكين تحديداً تنمو بمعدلات أعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي الأسواق الناشئة الأخرى مقارنة بالأسواق الأكثر نضجاً. ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نمت التجارة الإلكترونية بين الشركات والمستهلكين بنسبة %20 في عام 2015 مقارنة بـ %11 في المملكة المتحدة و%12 في ألمانيا و%7.7 في فرنسا و%33.3 في الصين و%22 في البرازيل و%12.5 في أميركا الشمالية.

يوضح الدكتور كريم الصلح: "إن التجارة الإلكترونية الإقليمية ما زالت صغيرة مقارنة بالمعدلات العالمية ولكن هذا الأمر سيتغيّر. فالصفقات التي أعلن عنها مؤخراً مثل صفقة شراء ’أمازون‘ لشركة ’سوق دوت كوم‘ الإقليمية الرائدة تؤكد على الإمكانيات الهائلة التي يراها اللاعبون العالميون في هذا السوق. وفي الوقت الحاضر، تقع حصة التجارة الإلكترونية من إجمالي الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أسفل القائمة حيث تشكل التجارة الإلكترونية %0.7 من هذا الناتج مقارنة بمعدل عالمي يبلغ %3.11، وذلك وفقاً لبحث أجرته مؤسسة التجارة الإلكترونية. وبالتالي، كيفما تنظر إلى الموضوع، تجد أن الأرقام تثبت أن الإمكانيات التي يقدّمها هذا القطاع عظيمة."

وتظل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن ولبنان المراكز الإقليمية الرائدة لشركات التكنولوجيا الجديدة، وعليه فهي تجتذب استثمارات كبيرة في المراحل المبكرة واستثمارات الملكية الخاصة. "المستثمرون في رأس مال النمو يتابعون باهتمام كبير الشركات التكنولوجية التي تستطيع أن تحدث تغييرات جذرية في قطاعها، وتلك التي تستطيع أن تنمو بشكل هائل لتصبح شركات إقليمية وعالمية رائدة. ونظراً لأن القطاع ما زال في بداياته في المنطقة ، فإن التوقعات المستقبلية للشركات العاملة في قطاع التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا واعدة جداً."

تجدر الإشارة هنا إلى أن مؤتمر "ستيب" هو أكبر فعالية لشركات التكنولوجيا تنظم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسيتحدث ممثلون عن شركات عالمية وإقليمية رائدة وخبراء من القطاع خلال المؤتمر الذي سينظم في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية في الفترة ما بين 5 و7 إبريل. وسيتناول المؤتمر أحدث الاتجاهات في مجال التكنولوجيا والقطاعين الرقمي والترفيهي حيث سيناقش المشاركون كافة أوجه قطاع ريادة الأعمال بدءاً من العمليات وحتى الابتكار والتكنولوجيا والاستثمارات.