توقعات بنمو قطاع التجزئة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي سنوياً بواقع يتراوح بين 7 و12%

على الرغم من حالة التراجع التي تشهدها بعض أسواق قطاع البناء والتشييد في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وتباطؤ انتعاش الأسعار على الصعيد العالمي، من المتوقع أن يشهد قطاع التجزئة في المنطقة نمواً سنوياً يتراوح بين 7 و12%. ويأتي هذا الأمر على خلفية عمليات التوسع في المرافق الترفيهية مثل الحدائق ومراكز التسوق الجديدة، فضلاً عن الفعاليات الكبرى من أمثال معرض ’إكسبو 2020‘ وكأس العالم لكرة القدم 2022.

ومن المتوقع أن تجني شركات تصميم وتجهيز المتاجر المحلية والعالمية في القطاع المزيد من الفوائد نتيجة لهذا النمو، وذلك بسبب ما تشهده السوق من تركيز متزايد على إدخال الترفيه في تجربة التسوق وراحة المستهلك.

وكان قادة الرأي من قطاع تصميم متاجر التجزئة الذين اجتمعوا خلال الجلسة التي نظمها ’معرض المتاجر الذكية 2017‘ مؤخراً قد اتفقوا على رأي مفاده أنه بانضمام المزيد والمزيد من العلامات التجارية إلى سوق التجزئة المزدهرة في منطقة الشرق الأوسط، يستقطب مفهوم الاستدامة المزيد من الاهتمام بين جموع العاملين في قطاع التجزئة.

وقال المشاركون في الجلسة أن 85 – 90% من المواد المستخدمة في قطاع التجزئة أو أي عملية تصميم داخلي في المنطقة هي مواد مستوردة، الأمر الذي يجعل من تحقيق الاستدامة بمثابة تحدٍ صعب. وبالتالي، يبدأ تحقيق الاستدامة في قطاع تصميم متاجر التجزئة مع اختيار المواد المناسبة لهندسة القيمة وتركيب منتجات تتسم بكفاءة الطاقة.

وبهذا الصدد، قال موهيت أهوجا المدير العام لشركة ’وانزل‘ : "بالنسبة للتصميم، يقوم تجار التجزئة في المنطقة باتباع نموذج أوروبي أكثر نضجاً، على الرغم من أن السعر هو العامل الحاسم عندما يتعلق الأمر بالاستدامة وكفاءة الطاقة واعتماد التكنولوجيا. هناك تركيز متزايد على راحة المستهلك وإدخال الترفيه إلى تجربة التسوق، الأمر الذي من شأنه أن يدفع عجلة الابتكار في قطاع تصميم متاجر التجزئة. ومن أجل الحفاظ على العملاء وتعزيز مستويات الرضا، من المهم للغاية تفعيل مشاركة قسم العمليات. ويعتبر التواصل الواضح بين قطاعي الشراء والعمليات أمراً مهماً للغاية في إطار التوصل إلى تصميم متجر مبني على أسس متينة".

وأشار أهوجا إلى أن شركة ’وانزل‘، الشركة الرائدة في مجال الحلول التصميمية المتكاملة لقطاع السلع الاستهلاكية سريعة الدوران والعربات الذكية لقطاع التجزئة، تركز اهتمامها على تثقيف العملاء من أجل تفعيل مشاركة العمليات في عملية التصميم.

وفي محضر حديثه عن التحديات التي تقف في وجه الوصول إلى التصميم الأمثل والمستدام في ذات الوقت، قال باتريك فولمان، العضو المنتدب لشركة UMDASCH لتجهيز المتاجر – الشرق الأوسط: "عندما نجري عمليات هندسة القيمة على مساحة التجزئة، نحن لا نكتفي بالنظر إلى متطلبات العملاء بل نفكر بعملائهم أيضاً. ويتمثل التحدي بتحقيق التوازن بين التصميم المستدام ومتطلبات العميل المالية على المدى القصير".

وبدوره، أشار سرينفاسا راغافان، المدير الأول للقسم لدى مجموعة شلهوب ومدير الجلسة، إلى أن مسؤولية الاستدامة الاجمالية للقطاع تقع على عاتق جميع المشاركين في سلسلة التجزئة من مزودي حلول البنية التحتية وصولاً إلى مالكي التاجر والمستهلكين الذين يقومون بالتسوق في المتجر. وقال راغافان: "تمتلك الحكومة عدداً من المبادرات الرامية لخفض استهلاك الطاقة بهدف جعل دبي واحدةً من أكثر المدن استدامةً. وتتبع مراكز التسوق أيضاً هذا الاتجاه مع قيامها بتنفيذ أفكار تهدف لاعتماد الاستدامة في التصميم، والمطلوب هو توحيد هذه الجهود وتقييس الممارسات وفقاً لاحتياجات المنطقة".

وتضمنت قائمة المشاركين الآخرين في الجلسة كلاً من: جيم مولدون، نائب الرئيس لشؤون العمليات الدولية لدى مجموعة ’كوسترا‘؛ وعباس محمد خان، مدير عام متجر ’جراند هايبر ماركت‘. وأجمع أغلبية المشاركين على التأثير الإيجابي الذي يحمله نمو قطاع التجزئة في المنطقة على قطاع التصميم، كما اتفقوا على أن ’معرض المتاجر الذكية 2017‘ يمثل منصة مثالية بالنسبة لقطاع التصميم في المنطقة من أجل إبرام شراكات مثمرة. ومن المقرر أن تنعقد الدورة الافتتاحية من ’معرض المتاجر الذكية‘ بين 23 و25 يناير 2017 على أرض مركز أبوظبي الوطني للمعارض.