تداول سوق العملات المتقلب

سوق العملات هو أكبر سوق في العالم. في كل يوم، يتم التداول فيه من جميع أنحاء العالم بما تزيد قيمته عن 5.3 تريليون دولار. مما يجعله أكبر بكثير من سوق الأسهم والسلع. ونتيجة لذلك، يتداول الملايين من الأشخاص كل يوم - أو يحاولون التجارة - من أجل لقمة العيش. وللأسف، لا يحالف النجاح معظم المتداولين الجدد في هذه الصناعة.

كيف تعمل أسواق العملات

افترض أنك سائح أمريكي ذاهب إلى كندا بمبلغ 1000 دولار. على الحدود، تجد أن سعر الصرف الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي هو 1.3100. فبعد تبادل 1000 دولار، تحصل على 1300 دولار كندي. بعد الإقامة في كندا لمدة أسبوع، تقرر العودة إلى وطنك. على الحدود، تقوم بتبديل 1،305 دولار كندي إلى دولار أمريكي، لكن هذه المرة، أصبح السعر إلى 1.2100. وحينئذٍ، بعد تبادل العملات، يكون معك 1074 دولار أمريكي. لديك الآن 74 دولارًا إضافيًا.

هذه هي الطريقة التي يعمل بها سوق الصرف الأجنبي، أو سوق الفوركس. نادرًا ما تكون عملتا الدولتين بنفس سعر الصرف وبالتالي يستفيد المتداولون من التقلبات.

العملات تتحرك للعديد من الأسباب. منها مثلاً أن بعض المتداولين يفضلون شراء عملات إحدى الدول لعزيز اقتصادها. وفي نفس الوقت، يساهمون في إسقاط عملات الاقتصادات المعادية. وليس أدل على ذلك من حالة فنزويلا، وهي واحدة من أغنى بلدان العالم. وقد شهد اقتصادها الضعيف ارتفاعًا في معدل التضخم بنسبة تقترب من مليون في المائة. وتسبب ذلك في أن تصبح عملتها عديمة القيمة.

هناك المئات من أزواج العملات، ولكن معظم التجار يركزون على عملات دول مجموعة العشرة (G10). وغالبا ما تكون هذه الأزواج أكثر سيولة ويمكن التنبؤ بأسعارها أكثر من عملات الأسواق الناشئة.

كيفية تداول العملات

يحاول المتداولون دائمًا الاستفادة من تقلبات أسعار العملات. وفي الواقع، من المستحيل الربح من زوج العملات الذي يكون الفرق في السعر بينهما ثابت. سر النجاح في تداول سوق الفوركس هو تحديد تشكيل الاتجاهات قصيرة الأجل أو طويلة الأجل. في الوقت نفسه، يتمثل التحدي في كيفية تحديد الاتجاهات ومتى تنتهي الاتجاهات.

يستخدم المتداولون أدوات متنوعة للتنبؤ بتلك الحركات. أولاً، يستخدمون المؤشرات الفنية للاتجاه مثل المتوسطات المتحركة وخطوط البولنجر للتعرف على توقيت تشكل الاتجاهات. بعد ذلك، يستخدمون مؤشرات التذبذب مثل مؤشر القوة النسبية (RSI ) ومؤشر النشاط النسبي (RVI) لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة. تظهر مؤشرات التذبذب هذه عندما يكون مستوى الأمان في ذروة الشراء أو ذروة البيع. وأخيرًا، يستخدمون المؤشرات الكمية مثل "التراكم/ التوزيع" لتأكيد الاتجاه. يؤدي عدم استخدام المؤشرات الكمية عادةً إلى تعرض المتداولين لخروجات زائفة.

يستخدم التجار إذاً التحليل الأساسي. وهو شكل من أشكال التحليل حيث يستخدم المتداولون البيانات الاقتصادية أو بيانات الشركة لاتخاذ قرار بشأن الدخول أو الخروج من الصفقة. يتبع التجار البيانات الاقتصادية حيث تعطيهم توقعات عن اقتصاد ما أو قرار محتمل اتخاذه من قبل البنك المركزي. البنك المركزي مسؤول عن رفع أسعار الفائدة أو خفضها أو الحفاظ عليها. عندما يتعثر الاقتصاد، يميل البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة من أجل تحفيز الاقتصاد. عند رجوع الاقتصاد إلى نقطة القوة، يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بهدف منع الاقتصاد من الإنهاك. يفضل المتداولون امتلاك عملات ذات عائد مرتفع. لذلك، إذا بدا البنك الفيدرالي متشددًا وبنك انجلترا المركزي متجه نحو الهبوط، فمن المرجح أن ينخفض ​​زوج العملات اليورو/ الدولار.

بعد فهم هذه الأساسيات، يستخدم المتداولون أدوات الرسم البياني مثل فيبوناتشي للتصحيح و بيتش فورك لتحديد مناطق الدخول. تعد فيبوناتشي الأداة الأكثر استخدامًا لتحديد هذه النقاط. عادة ما يكون توزيع الأرباح في مستويات الارتداد المختلفة، والتي تتراوح من 0.0٪ إلى 100٪. مستويات أخرى مهمة هي 23.6٪، 38.6٪، 50٪، و 61.8٪. في الرسم البياني المثالي، يفتح المتداولون صفقات على أي مستوى من مستويات فيبوناتشي ويضعون أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح في مستويات فيبوناتشي أخرى. هناك استراتيجيات أخرى مثل طريقة Elliot Wave التي يمكن للمتداولين استخدامها للدخول والخروج من الصفقات.

الأفكار النهائية

أن تصبح متداول فوركس هو واحد من أكثر الخيارات المهنية التي يمكنك اتخاذها. إمكانية غير محدودة لكسب الأموال، حيث تستطيع كسب المال عندما يرتفع زوج العملات وعندما ينخفض. بالإضافة إلى ذلك، فإن التداول في الفوركس مهنة تعرفك على العالم الخارجي وكيف تعمل الاقتصادات.