القمة العالمية للحكومات 2017: أجهزة الكمبيوتر سيكون لها دور محوري في زراعة المحاصيل الغذائية مستقبلاً

تستورد دولة الإمارات 85% من احتياجاتها الغذائية على حساب 15% من ناتجها المحلي الإجمالي. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو مخيفة، لكنها تمثل فرصة لأبناء هذا الجيل للعمل معاً على تغيير هذا الواقع، بحسب الخبير البارز كالب هاربر.

كالب هاربر هو كبير الباحثين ومدير مبادرة (OpenAG) في مختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي يعمل مع المهندسين والعلماء لاستكشاف وتطوير نظم غذائية للمستقبل.

وقال هاربر: "نستخدم في مختبرنا جهاز كمبيوتر شخصي خاص بالأغذية، ويمكن اعتباره نوعاً ما طابعة بدائية ثلاثية الأبعاد للغذاء. ويتيح لنا هذا الكمبيوتر الوصول إلى كم هائل من المعلومات ويسمح للعلماء والباحثين باختبار تأثير مناخات مختلفة على المحاصيل، مما يجعله وسيلة معرفية بالغة الأهمية. وقد اصطحبنا هذا الكمبيوتر إلى العديد من المدارس لتعريف الطلاب بالآثار التي يسببها الاحتباس الحراري العالمي على إمدادات الغذاء في المستقبل".

تشير الأرقام إلى أن حوالي 80% من سكان العالم هم خارج نطاق الأمن الغذائي. ويزداد هذا الواقع صعوبة جراء تعقيدات نظام توزيع المواد الغذائية. وأضاف هاربر: "إننا نشهد تغييراً في طلب المستهلكين. فخلال فترة السبعينيات كان المستهلكون يطالبون بغذاء أرخص، بينما يطالبون اليوم بأغذية أفضل وأكثر تغذية واستدامة. وقد أدى هذا الطلب إلى بروز مصانع زراعية يمكنها إنتاج ما يصل إلى مليون رأس من الخس أسبوعياً".

وتعليقاً على التوقعات المستقبلية لهذا الشركات الحيوية، قال هاربر: "رأيت الكثير من هذه الشركات تفلس، وذلك لأن أسلوب عملها ليس فعالاً بما يكفي. في المقابل، رأينا شركات مثل تيسلا وأبل تنجح لأنها قد اعتمدت منهجية المصدر المفتوح وهذا سمح للناس بفهم ما تفعله تلك الشركات، وبالتالي أتاح للناس إمكانية تقديم الدعم والابتكار".

يعمل مختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على تطوير معدات وبرمجيات وبيانات زراعية مشتركة ومفتوحة المصدر من أجل خلق نظام غذائي تعاوني. وبفضل منهجية المصدر المفتوح، تمكن المختبر من التوسع بأعماله لتشمل ست قارات بالحد الأدنى من التمويل.

ووفقاً لهاربر، سيكون لهذه الابتكارات تأثير كبير، وأضاف في الشأن: "إن الثورة الرقمية التي نشهدها حالياً في القطاع الزراعي سوف تسمح، على سبيل المثال، لمزارعي القطن بزراعة محاصيلهم في بيئات يمكن التحكم بها بجوار مطاحنهم ومصانعهم وهذا سيؤدي إلى تغيير جذري في الاقتصاد العالمي".

واختتم هاربر حديثه بدعوة إلى العمل، وأضاف: "يتعين على المهندسين الميكانيكيين وخبراء البيانات وعلماء الأحياء وغيرهم أن يعملوا معاً لدمج الأدوات الرقمية. إن مستقبل الغذاء سيعتمد على الأجيال القادمة من المزارعين المهتمين بتطوير طرق الزراعة".

يذكر أن القمة العالمية للحكومات استقطبت أكثر من 4000 شخص من 139 دولة، كما تشهد مشاركة 150 متحدثاً ضمن 114 جلسة. وشملت قائمة المشاركين في القمة كبار الشخصيات والخبراء من القطاعين العام والخاص حول العالم، إضافة إلى الوزراء، وصنّاع القرار، والرؤساء التنفيذيين، والمبتكرين، والمسؤولين، ورواد الأعمال، والشخصيات الأكاديمية، وطلبة الجامعات. وتُنعقد القمة في الفترة بين 12 – 14 فبراير 2017 في مدينة جميرا بإمارة دبي.