اختتام ورشة العمل الدولية السنوية السابعة عشرة للحفاظ على التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اختتمت يوم أمس (الخميس) فعاليات ورشة العمل الدولية السنوية السابعة عشرة للحفاظ على التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، والتي نظمتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة في مركز حماية وإكثار الحيوانات البرية العربية المهددة بالانقراض، بمشاركة خبراء من كافة أنحاء العالم، تجمعوا بهدف بحث وتقييم أنواع الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض في شبه الجزيرة العربية.

وأقيمت ورشة العمل على مدار أربعة أيام ما بين الثامن والحادي عشر من فبراير، بالتعاون مع القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، وبهدف توسيع التعاون بين الهيئات الإقليمية والدولية، وتقديم المعلومات والتحليلات حول حالة أنواع الطيور والحيوانات، واتجاهاتها والتهديدات التي تتعرض لها لأجل الحصول على المعلومات، والدفع نحو اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ التنوع البيولوجي.

وشهدت أعمال ورشة العمل الدولية السنوية السابعة عشرة للحفاظ على التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية تجمعاً للأخصائيين من كافة أرجاء العالم، بما في ذلك وفودٌ من جنوب أفريقيا، والمملكة المتحدة، ونيوزيلندا، بهدف تناول محورين أساسيين، هما حالة جهود المحافظة على الثديات البرية في شبه الجزيرة العربية، ومراقبة الأمراض في المنطقة، ولاسيما تناول تهديد مرض السل، فضلاً عن موضوعات تغذية الحيوانات المجترة، ومضاعفات ظاهرة الأسر الجماعي للحيوانات.

وتطرقت جلسات ورشة العمل إلى تقييم حالة الثديات البحرية، ومنها الحيتان، والدلافين، والأطوم البحري (عروس البحر) في منطقة شبه الجزيرة العربية. وبالإضافة إلى ذلك، قام الحاضرون بإنشاء قائمة حمراء إقليمية تابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، وذلك بغية تقييم كافة الثديات البرية، بإستثناء الخفافيش، بما يوفر أساساً ضرورياً لجهود الحفاظ الثدييات البرية.

وأظهرت نتائج التقييم بأن العديد من أنواع الحيوانات الأكبر حجماً أكثر عرضة للانقراض، ومنها الطهر العربي الذي يوجد فقط في الإمارات العربية المتحدة وعُمان، وكذلك الغزال العربي (الدماني)، وغزال الرمال (الريم)، وتُصنف العديد من الحيوانات آكلة اللحوم ضمن قائمة الحيوانات المهددة، فيما تم وضع النمر العربي في القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض. وتم خلال ورشة العمل التوصية بالتدابير الواجب اتخاذها لأجل الحفاظ على هذه الأنواع.

واستعرضت ورشة العمل المحميات الطبيعية المتواجدة في منطقة شبه الجزيرة العربية ومواقعها، بهدف المساعدة في الحفاظ على الأنواع المصنفة في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، والحصول على قواعد بيانات، وتحديد الثغرات التي تحتاج إلى المزيد من إجراءات الحماية. كما استعرضت ورشة العمل البيطرية الأمراض التي تصيب الحيوانات البرية، ولاسيما آكلات العشب مثل الغزلان والمها.

وقالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة: "قدمت ورشة العمل الدولية للحفاظ على التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية فرصة للمتخصصين في مجال حفظ التنوع الحيوي والأطباء البيطريين للتجمع وتبادل الأفكار لتحقيق الأهداف المشتركة في الحفاظ على التنوع الحيوي. وتناولت ورشة العمل عدداً من الموضوعات خلال انعقادها على مدار الأعوام الماضية، بما في ذلك التخطيط، والسياحة البيئية، وحفظ التنوع الحيوي، بما يؤدي إلى إحداث تغيير إيجابي والدفع نحو تطوير شبكة المناطق المحمية في الشارقة. وأحرزنا خلال مجريات ورشة العمل لهذا العام تقدماً يدعو للتفاؤل في مجال استحداث القائمة الحمراء الإقليمية، وغير ذلك من التطورات الواعدة".

وتولى رئاسة ورشة العمل الدولية السنوية السابعة عشرة للحفاظ على التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، الدكتور ديفيد مالون، الرئيس المشارك في مجموعة أخصائيي الظبي في لجنة إنقاذ الحيوانات المهددة في الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، والمستشار العلمي الأول في ورش عمل الحفاظ على التنوع الحيوي التي تُقام في الشارقة، والدكتور فيليب سيدون، أستاذ علم الحيوان، ومدير برنامج الدراسات العليا في إدارة الحياة البرية في جامعة أتاغو بنيوزيلندا، والدكتور مايكل نايت، رئيس تخطيط وتطوير الحدائق في مديرية الحدائق الوطنية في جنوب أفريقيا، ورئيس مجموعة أخصائيي وحيد القرن الأفريقي في لجنة إنقاذ الحيوانات المهددة في الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، والدكتور جيرهارد ستينكامب، المرشح للحصول على درجة الدكتوراه في معهد أبحاث الثديات، ومحاضر أول في جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، والدكتور كريج هيلتون تايلور، مدير وحدة القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها في كامبريدج بالمملكة المتحدة.