إدارة المشاريع الإنمائية

سعادة سعيد الطاير العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، وسعادة خلف الحبتور رئيس مجلس الإدارة في مجموعة الحبتور، وسعادة فرود مورينج المنسق المقيم، في منظمة الأمم المتحدة، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كانوا ضيوف الحلقة النقاشية التي أدارها الدكتور خالد حمدي مستشار المشاريع للمدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بعنوان: (إدارة المشاريع الإنمائية)، وحاور خلالها المتحدثين، داعيا إياهم إلى تقديم نصائحهم، إلى الحاضرين، الذين غصت بهم قاعة الجوهرة، في فندق ميناء السلام، في مدينة جميرا بدبي، بناء على تجاربهم الطويلة الناجحة.

سعادة خلف الحبتور رئيس مجلس الإدارة في مجموعة الحبتور، كان أول المتحدثين، في الجلسة الرئيسة، في اليوم الأخير، من منتدى دبي لإدارة المشاريع، الذي عقد تحت شعار: (معا نصنع الفرق)، وأشاد بهيئة الطرق والمواصلات، وبإدارتها وعلى رأسها سعادة مطر الطاير، المدير العام رئيس مجلس المدير، مؤكدا أن الهيئة تعد نموذجا يستحق الدراسة، في نجاح مشاريعها الإنمائية.

ونصح الحضور بالتركيز على مبدئين مهمين، عند العزم على إنجاز أي مشروع، وهما اتخاذ القرار الصحيح، في الوقت الصحيح، وحسن اختيار الموارد البشرية، التي ستنفذ المشروع، منوها إلى أن المستثمرين في المشاريع العقارية، يواجهون تحديا كبيرا يتمثل في اختيار الاستشاري المناسب، ثم اختيار المقاول المناسب، محذرا من المقاول من الباطن، وهو أحد الثغرات التي تواجه السوق، بسبب المستوى المتدني لعمله، وبسبب عدم تحمله المسؤولية المباشرة، كما دعا للتأكد من توفر الخدمات، التي يحتاج إليها المشروع، قبل تنفيذه وبعد التنفيذ.

وقال: إن دولة الإمارات أصبحت مدرسة في العمل الهندسي والإنشاءات، بسبب تراكم الخبرات، وأصبحت تختصر الزمن، وتوازن بين التكلفة والجودة، ومصلحة المجتمع، وهو ما دفع الكثير من المطورين إلى استخدام البنية الحديدية، التي تعد أكثر كلفة، ولكنها أقل زمنا، وأقل تأثيرا في الطرقات، وحركة السير، مؤكدا أن هناك اعتبارات أخرى للبناء غير الربح المادي، مثل الفائدة الوطنية، والسياسية، والاجتماعية، وضرب على ذلك مثلا بمتحف اللوفر في أبوظبي.

من ناحيته أشار سعادة سعيد الطاير العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أن برامج البناء والإعمار في دبي، لا تتقدم بمعزل عن استراتيجية الاستدامة، ومنهجية المسؤولية المجتمعية، والحفاظ على البيئة وسلامة المجتمع.

وقال: تطور العمل في هيئة كهرباء ومياه دبي، من العقود العادية التقليدية، مع شركات القطاع الخاص، إلى اعتماد سياسة الشراكات، والتمويل المختلط، والاستثمارات الخارجية، بل أصبح العميل العادي شريكا للهيئة، من خلال إطلاعه على برامجها وخططها واستراتيجياتها، والتواصل مع العميل، والاستماع له.

وكشف عن مبادرة تأمين المباني، التي تستهدف تأمين 30 ألف مبنى، حتى عام 2020 لتكون صديقة للبيئة والمجتمع، مشددا على أن الهيئة، أنتجت خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، طاقة بزيادة بلغت 15%، دون أن تنتج أية كربونات إضافية، وهي تسعى لتعميم الإضاءة النظيفة، على مستوى الإمارة.

ونوه سعادة فرود مورينج المنسق المقيم، في منظمة الأمم المتحدة، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن الإمارات تعد مدرسة متقدمة في إدارة المشاريع الإنمائية، وأن هيئة كهرباء ومياه دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، تملكان تجارب إنمائية كبيرة ناجحة، تستحق الدراسة، ويمكن أن يستفيد منها الآخرون، على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن المشاريع الإنمائية الأممية، تتشابه مع المشاريع المحلية، في كثير من الأمور، ولكنها تختلف عنها في التحديات، والصعوبات، التي قد تصل إلى فقد بعض الأشخاص حياتهم، بسبب عمله في مواقع الخطر والاضطرابات، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تستثمر سنويا 5 مليارات دولار، في مشاريع وبرامج إنمائية.

ودعا إلى حماية اتفاقية باريس، والمحافظة عليها، لأنها تشكل العمل الإيجابي الجماعي الإنساني، لصالح الإنسانية والبيئة والاستدامة، محذرا من استهلاك جميع موارد الأرض، لأن البشر بعدنا لن يجدوا ما يعيشون به، ولكننا يجب أن نستخدم موارد الأرض مراعين لاستدامتها.