هيئة حماية البيئة برأس الخيمة ترسخ مفهوم الاستدامة وتعزز ثقافة الابتكار

تعمل هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة حسب أولوياتها الاستراتيجية على ترسيخ مفهوم الاستدامة البيئية لدى المنشآت الصناعية وقطاعات المجتمع وتطوير قدرات الدعم المؤسسي في الإمارة وتعزيز ثقافة الابتكار والشفافية وخفض البصمة البيئية ودور قطاعات المجتمع كافة في الرقابة والتوعية البيئية واستدامة الثروة السمكية والحيوانية والزراعية وحماية التنوع الحيوي والموائل الطبيعية في الامارة وحماية وإدارة المياه الجوفية.

واعتمدت الهيئة على قدراتها الابتكارية لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية البيئية الطموحة بأقصى قدر من الكفاءة والفعالية وبما يحقق سعادة متعامليها وموظفيها وشركائها ومورديها ومختلف فئات المجتمع من خلال إطلاق 17 مشروعا ومبادرة..كما تسعى الهيئة إلى تعزيز الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 وإستراتيجية حكومة رأس الخيمة 2018- 2030 من خلال ابتكار 29 مشروعا ومبادرة استراتيجية لتحقيق 11 هدفا استراتيجيا في السنوات الثلاث القادمة 2018-2020 .

ويسند الى هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة - التي تأسست عام 1999 تحت مسمى هيئة حماية البيئة والتنمية الصناعية وتم في عام 2007 تعديل المسمى إلى هيئة حماية البيئة والتنمية - 23 اختصاصا فيما يخص البيئة وتنميتها وذلك بموجب القانون رقم 2 لسنة 2007 بشأن إنشاء الهيئة وتحديد اختصاصاتها.. كما أسند إليها مؤخرا اختصاص تنظيم مهنة صيد الاسماك بموجب القانون رقم 11 لسنة 2015 ..وتتمحور رؤية الهيئة حول حماية البيئة واستدامة مواردها وتنشد رسالتها التميز في تقديم خدمات الرقابة والتوعية البيئية من خلال تطبيق القوانين والتشريعات واستثمار العلاقات مع الشركاء وإجراء الدراسات والبحوث التي تسهم في حماية الموارد الطبيعية.

ومن أبرز مشاريع ومبادرات الهيئة المبتكرة..

- مبادرة رقابة ناعمة لبيئة مستدامة.. وهي مبادرة مبتكرة ومتفردة ورائدة عالميا أطلقتها الهيئة بهدف تمكين المرأة من التطوع في عمليات الرقابة البيئية وتقديم خدمات القياس والتوعية البيئية من أجل بيئة مستدامة حيث أنه ولأول مرة على مستوى العالم تقوم جهة حكومية بدعوة المرأة بمختلف الفئات - ربات منازل وموظفات حكوميات بالقطاعين الحكومي الاتحادي والمحلي وقيادات تربوية ومعلمات وطالبات ومنسوبات ومتطوعات بالجمعيات والنوادي والمراكز الاجتماعية والعاملات في المهن المساعدة وذوات الهمم والاعلاميات - للقيام بدور رقابي على أسواق السمك والمطاعم فضلا عن تقديم خدمة قياس جودة الهواء ونوعية مياه الخزانات بالمطاعم والمنازل والمؤسسات الحكومية والتعليمية والرقابة على السواحل والشواطئ اضافة الى قيام المتطوعات - لأول مرة - بإبداء ملاحظاتهن ومشاركتهن مع موظفات ومراقبي الهيئة في اتخاذ القرار بتوقيع مخالفات على عدم الالتزام بالاشتراطات البيئية وفقا للقوانين البيئية الاتحادية والمحلية.

وحتى الان بلغ عدد المتطوعات في المبادرة 86 متطوعة من مختلف القطاعات تمثلن 14 جهة حكومية وتعليمية واجتماعية.

- مشروع فرق حماة البيئة الطلابية.. ويفتح المشروع بابا جديدا للتوعية البيئية من خلال المدخل التعليمي الذي يعتمد على نقل التوعية البيئية الى المدارس ومنها إلى مختلف فئات المجتمع من خلال رفع مستوى الوعي البيئي لديهم.

ويتميز المشروع المشترك مع وزارة التربية والتعليم بتفرده من خلال تشجيع الطلبة على حماية والحفاظ على البيئة من خلال ارتدائهم الزي الرسمي للهيئة وتشكيلهم فرق رقابية توعوية في كل مدرسة وروضة اطفال تعزيزا لمفهوم حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيزا في نفس الوقت لرؤية دولة الامارات 2021 حيث تقوم الهيئة بتقديم الدعم الفني لفرق حماة البيئة الطلابية من خلال الدورات التدريبية المجانية بمقار المدارس والمشاركة في تنظيم أنشطة بيئية توعوية وفعاليات في المدرسة وخارجها وذلك بإشراف وتنسيق مع القيادة المدرسية ومدراء النطاق.

ومن أبرز الفعاليات والمبادرات البيئية المبتكرة التي تشرك فيها الهيئة فرق حماة البيئة الطلابية.. "الكرنفال البيئي" و "المعرض البيئي البحري المتنقل" كما تقدم الهيئة الدعم الفني الكامل لتمكين فرق حماة البيئة الطلابية من قياس نتائج المبادرات والأنشطة التي تم القيام بها وفق آلية معينة وإعداد تقارير بانجازات كل فريق في نهاية كل فصل دراسي للعام الدراسي 2017-2018 والتي في ضوئها سيتم تكريم الفرق الطلابية المتميزة.

وبلغ عدد المدراس ورياض الاطفال المشاركة في هذه المبادرة حتى الان 17 مدرسة حكومية وخاصة وروضة اطفال من خلال 657 طالبا وطالبة و21 مشرفا على الفرق وجاري توزيع الزي الرسمي لهيئة حماية البيئة على نحو 478 طالبا وطالبة.

- جائزة الابتكار البيئي المدرسي.. وهي مسابقة تنظمها الهيئة لطلبة المدارس الحكومية في إمارة رأس الخيمة وذلك بهدف تعزيز النزعة الابتكارية لدى فرق حماة البيئة الطلابية في حل المشكلات البيئية وتعتمد هذه المسابقة على قيام الفرق البيئية الطلابية وبمساعدة مشرفيهم من معلمين وإداريين واختصاصيين بتعبئة استمارة لتوصيف ابتكار بيئي تم استخدامه في حل مشكلة بيئية في المدرسة أو المجتمع وتقدم الهيئة خدمة شرح معايير المسابقة وتقديم الدورات والورش البيئية المتخصصة في هذا الصدد مجانا لفرق حماة البيئة الطلابية ثم القيام بعملية تقييم استمارات المشاركة وتكريم الفائزين من الفرق والمدارس.

- المسابقة الأدبية والفنية للطلبة لتنمية الوعي البيئي.. وتعد هذه المسابقة مدخلا جديدا لتنمية الوعي البيئي لطلبة رياض الأطفال والمدارس برأس الخيمة لا سيما في المرحلة العمرية المبكرة حيث يطلق العنان لخيالهم الخصب للتعبير بالرسم والقصص والشعر والتصميم وما شابه من مجالات العمل الأدبي المتنوعة عن البيئة ومشكلاتها ومستقبلها المستدام وكيفية نشر القيم والسلوكيات المحافظة على بيئة مستدامة ، حيث تقوم الهيئة بتقييم هذه الأعمال وتكريم الفائزين من الطلبة و الفرق والمدارس.

- مبادرة المليون وواحد شجرة .. وتطمح الهيئة من خلال هذه المبادرة نشر الوعي بأهمية زراعة الأشجار المحلية قليلة استخدام المياه في المؤسسات والمنازل وغيرها مثل أشجار السدر والغاف والسمر.. وتقوم الهيئة بتوزيع شتلات لهذه الأشجار مجانا على مختلف الجهات بالإمارة وصولا إلى توزيع أكثر من مليون شجرة بحلول عام 2020 .

- تطبيق إستدامة.. اطلقته الهيئة هذا التطبيق الذكي بهدف تعزيز الابتكار والتميز في الاساليب الرقابية والتوعوية وإعداد تشريعات مبنية على برامج بحثية متخصصة تساهم في حماية البيئة والموارد الطبيعية وتعزيز المشاركة المجتمعية في أنشطتها والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال التوعية البيئية.

ويشمل التطبيق حاسبة البصمة البيئية وهي حاسبة مطورة استنادا لأفضل الممارسات العالمية تمكن المستخدم من معرفة أثر نشاطه على البيئة بعد إدخال بعض البيانات المتعلقة باستهلاك المياه والطاقة وعدد السيارات ونوع النشاط وكمية النفايات المتولدة.

وبعد استخراج النتيجة يقوم التطبيق بتوجيه بعض النصائح البيئية وكذلك يقدم مقارنة بين البصمة البيئية للمستخدم والبصمة البيئية عالميا كما يساهم هذا التطبيق في التعرف على الظروف الجوية من حيث شدة الرياح ودرجات الحرارة وحالات المد والجزر التي قد يستفيد منها مرتادي البحر.

- تطبيق البيرق .. ابتكرت الهيئة تطبيق التفتيش الذكي "البيرق" بهدف احكام المراقبة على الحركة الصناعية بالإمارة عن طريق تقسيمها إلى خمس مناطق جغرافية الأمر الذي يتيح فرصة اكتشاف المنشآت التي تعمل في هذه المناطق دون حصولها على أو تجديدها لترخيص الهيئة.

وأسهم التطبيق في تسهيل عمليات الزيارات التفتيشية للمراقبين البيئيين كما تم ادخال بعض التعديلات والتحديثات على التطبيق منها ارسال رسائل نصية فورية للمتعاملين بحالة منشآتهم وتحديد عدد الرخص التي سوف تنتهي خلال شهر بالإضافة إلى حصر انبعاث الغازات من كل منشأة ومعدل استهلاكها للطاقة والمياه مما يخدم توجه الهيئة نحو بيئة مستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية.

- المؤتمر العالمي للاحتباس الحراري .. ونظمت هيئة حماية البيئة والتنمية المؤتمر العالمي للاحتباس الحراري لأربع دورات متتالية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وجمع المؤتمر بين العلماء الاكاديميين والباحثين البارزين من مختلف انحاء العالم مثل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ومفوضية المحيطات والاتحاد الدولي لصون الطبيعة التابع للأمم المتحدة لتبادل الخبرات ونتائج البحوث حول جميع جوانب الاحتباس الحراري ومناقشة جميع التحديات التي تواجهها البيئة واقتراح تدابير تساعد على التقليل من الآثار السلبية لهذه الظاهرة ضمانا لحق الأجيال القادمة في بيئة مستدامة وقد جاءت فكرة تنظيم هذا المؤتمر مع تصاعد الاهتمام العالمي بظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن تغير المناخ إلى جانب النمو السكاني والأنشطة البشرية ذات الصلة بها حيث من المتوقع أن تؤثر هذه الظاهرة سلبيا على الزراعة والإنتاج الغذائي وارتفاع درجة حرارة الأرض وزيادة التلوث واستنفاد موارد المياه وتآكل التربة.

وبالإضافة إلى المبادرات والمشروعات الابتكارية السابق ذكرها فإن هيئة حماية البيئة والتنمية أيضا قد قدمت عدد من المبادرات المبتكرة الاخرى وغير المسبوقة والتي بدأ العمل في تنفيذها فعليا خلال عام 2017 مثل بيئة لا تنام 24/7 وغرفة العمليات والطوارئ البيئية المركزية والمتحركة والبرنامج الإذاعي للتوعية البيئية واستخدام طائرة بدون طيار للمسوحات البيئية ومبادرة ابتكر في جلسة بيئية ومشروع مبنى السعادة البيئية ومبادرة هيئتي هويتي.

ويضاف إلى ذلك عدد من المشروعات التي أنجزتها الهيئة بالفعل أو في طريقها للإنجاز تحقيقا لرؤيتها في حماية البيئة واستدامة مواردها وتحقيقا لإستراتيجيتها مثل تصميم خريطة رأس المال الطبيعي في رأس الخيمة ومشروع المنتجات العضوية ومشروع مجسمات ابتكارية بيئية ومشروع تشييد الحاجز المرجاني الصناعي كموئل للأسماك ومشروع تقييم مخزون المياه الجوفية وجودتها في الامارة ومحطات الرصد العائمة لحالة البحر ومشروع إكثار النباتات المحلية ومشروع إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية وفيما يلي نبذة عن أبرز هذه المشروعات..

- إدارة موانئ الصيادين.. أنيط بالهيئة إدارة موانئ الصيادين المنتشرة على ساحل الإمارة وذلك لتسهيل حرفة الصيد المهني وحماية المخزون السمكي حيث أستفاد من ذلك قرابة 1600 عامل من عمال الصيد المرتبطين بأكثر من 900 رخصة صيد مهني ولإسعاد هذه الشريحة تقوم الهيئة بربط هذه الموانئ بشبكة "واي فاي" ونظام كاميرات مراقبة لتسهيل عمليات التواصل والحماية.

- مشروع تقييم مخزون المياه الجوفية وجودتها في الامارة.. لحماية الموارد الطبيعية بالإمارة وموارد المياه الجوفية على نحو خاص الذي يواجه ضغوطا متعددة باشرت الهيئة بتقنين كمية المياه الجوفية التي يتم ضخها لأغراض تجارية وصناعية واستبدلت ذلك بالمياه المحلاة حيث قامت الهيئة بالتعاون مع أحد الشركات الخاصة بتوفير شبكة خطوط مياه للمزارع تعويضا عن استنزاف المياه الجوفية.

- مشروع إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية.. تقوم الهيئة بدراسة مقترحات محميات طبيعية برية وبحرية للحفاظ على مكونات البيئة الطبيعية من تنوع بيولوجي على ان تساهم هذه المحميات بالحفاظ على الموارد الطبيعية الحية كما قد تساهم هذه المحميات لدعم السياحية البيئية وتثقيف المجتمع بمكونات الأنظمة البيئية المختلفة في الدولة ومن أمثلة هذه المحميات الطبيعية خور المزاحمي والحليلة بالإضافة إلى سد شوكة.

- إدارة مناحل العسل.. لحماية تربية نحل العسل وإنتاجه وبيعه بالإمارة قامت الهيئة بإلزام جميع أصحاب المناحل والتجار بالحصول على الرخص المطلوبة بهدف مكافحة الآفات التي تصيب المناحل التي تعد تربيتها جزءا من الموروث ويجب الحفاظ عليه بطريقة علمية حيث أن هذه الخطوة تهدف لاستدامة الموارد والحفاظ على التنوع الحيوي والنباتي إلى جانب الحفاظ على الإرث الوطني وحماية السلالات المحلية لهذه المهنة المهمة التي توارثتها الأجيال.

- مشروع تشييد الحاجز المرجاني الصناعي كموئل للأسماك.. قامت الهيئة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وبمتلعة من سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة رئيس المجلس التنفيذي بتحديد بعض المناطق الصناعية لإنزال الكهوف الصناعية للحفاظ على الثروة السمكية ولتنمية المخزون السمكي حيث تم إنزال 603 كهوف في 6 مواقع مختلفة على امتداد ساحل الإمارة وتنوي الهيئة إلى زيادة هذه الاعداد خلال السنوات القادمة لكي يستفيد منها الصيادين ومرتادي البحر من هواه الصيد والغوص كما تقوم الهيئة بدراسة مجاميع الاحياء البحرية من الاسماك واللافقاريات التي تستقطبها هذه الكهوف.

يذكر ان الهيئة تقدم 35 نوع خدمة لمختلف فئات المتعاملين من منشآت صناعية وصيادين ومؤسسات حكومية وتعليمية وأفراد وغيرهم ومن أهم الخدمات التي تقدمها الهيئة إصدار وتجديد وتعديل الرخص البيئية للمنشآت الصناعية والمهنية وقياس جودة الهواء ونوعية مياه الخزانات وجودة عينات التربة وتوفير الأشجار المحلية قليلة استخدام المياه والتوعية البيئية من خلال المبادرات والفعاليات والمؤتمرات والمحاضرات والمسابقات وإصدار رخص الصيد الحرفي ورخص صيد النزهة وتوصيل مياه الري للمزارع لتقليل استنزاف المياه الجوفية وغيرها.

ولهيئة حماية البيئة برأس الخيمة رصيد كبير في جوائز التميز المؤسسي والتعليمي حيث حصدت العديد من الألقاب كان من أبرزها المركز الأول كأفضل دائرة حكومية متميزة في جائزة رأس الخيمة للتميز الحكومي لعام 2014 والحصول على جائزة أفضل مؤسسة داعمة للتعليم في إمارة رأس الخيمة في إطار جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي لعام 2017 فضلا عن حصول أقسام الهيئة الثلاث الرقابة البيئية والدراسات والسياسات والعلاقات المجتمعية على المركز الأول كأفضل قسم متميز على التوالي لثلاث سنوات متتالية 2013-2015 في إطار جائزة رأس الخيمة للتميز الحكومي كما شاركت الهيئة في تنظيم وتقييم جائزة المدرسة المتميزة في البيئة المستدامة برأس الخيمة من خلال تنظيم ورش عمل توعوية في عدد 20 مدرسة استفاد منها نحو 287 طالبا ومعلما وإداريا خلال عام 2017.