مستشفى الجامعة بالشارقة يفتتح عيادة جديدة مختصة بصحة الرجل

مريض في 70 من العمر يعاني من البروستات منذ أكثر من عشرة أعوام

افتتح مستشفى الجامعة بالشارقة، الرائد في مجال الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عيادة جديدة تُعنى بصحة الرجل، وتركز على الأمراض الشائعة لدى الرجال مثل تضخم البروستاتا الحميد، وما يصاحبه من ورم في البروستاتا. وإلى جانب أمراض البروستات، مثل تضخم البروستات الحميد، تعالج عيادة الأمراض التي تصيب الرجال مجموعة واسعة من الإضطرابات الصحية الأكثر شيوعاً لدى الرجال، مثل التغيرات المصاحبة لفترة المراهقة لدى الذكور، والأعراض الناجمة عن الإنحسار الهرموني أو سن اليأس لدى الرجال، والأمراض الهرمونية التي يمكن أن تؤثر على الخصوبة. وتستقبل العيادة التي أفتتحت مؤخراً نحو 50 مريض يومياً.

والبروستاتا هي غدة ذكرية ثانوية تقع حول منطقة المثانة، وتحيط بمجرى البول الخلفي، وهي عضو صغير في حجم حبة الجوز الصغيرة. ولم يتعرف العلماء حتى الآن على كل وظائف البروستاتا، إلا أن ما هو معروف عنها هو إفراز البروستات السائل الذي يساعد على تغذية الأمشاج المنوية للرجل، وإمدادها بالطاقة، وإفراز مضادات البكتيريا التي تساعد على الوقاية من التهابات البول الجرثومية. ويمكن تعريف تضخم البروستاتا الحميد بالحالة الطبية التي تحدث في أنسجة البروستاتا مع التقدم بالسن، حيث تبدأ الخلايا المكونة لأنسجة البروستاتا في الانقسام ما يؤدي إلى زيادة حجمها.

ويعتبر تضخم البروستاتا الحميد جزءاً من عملية الشيخوخة الطبيعية والشائعة لدى الرجال، إذ يصيب رجلاً من كل ثلاثة رجال فوق سن 50 عاماً، وتزيد نسبته عند الرجال فوق 60 عاماً عن الـ30% وتصل إلى 90% بالنسبة للرجال فوق 85 عاماً.

وأكد الدكتور ثروث رمضان، استشاري أول أمراض المسالك البولية في مستشفى الجامعة بالشارقة، أن أسباب تضخم البروستاتا الحميد غير واضحة بشكل كامل، ولكن هناك بعض الأسباب المتفق عليها، مثل حدوث خلل في برمجة الحمض النووي لخلايا أنسجة البروستاتا، ما يؤدي إلى عدم موت الخلايا حتى نهاية دورة حياتها الطبيعية وتستمر في التراكم مع الخلايا الجديدة. ويؤدي وجود أنزيم خاص في أنسجة البروستاتا إلى تحويل التيستيسترون إلى مركب هرموني آخر يُسبب زيادة التضخم وتفاقم الأعراض.

وأضاف: "يتوجب فهم هذه الآليات لغرض إدارة العلاج، حيث أن بعض العلاجات تعمل على تدمير الخلايا المتضخمة والأخرى تعمل على الآلية الثانية عن طريق العلاج الهرموني".

وتتضمن أعراض تضخم البروستاتا ضعف خروج البول، وتوقف البول وعودته عدة مرات أثناء التبول، وزيادة معدل التبول الليلي، والشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل أثناء التبول، ونزول نقط من البول بشكل متكرر. وتشمل مضاعفات تضخم البروستاتا الحميد الالتهابات المتكررة في السائل البولي، والاحتباس البولي الحاد، وحصوات المثانة، ومضاعفات متقدمة في الكلى والمثانة ناتجة عن تراكم البول بكميات كبيرة في الجهاز البولي الداخلي.

وقال الدكتور ثروت رمضان: "يتم إجراء فحص خارجي للبطن في منطقة العانة وما حولها لاكتشاف أي تضخم غير طبيعي في حجم المثانة ناتج عن انسداد بها. ويقوم الطبيب بعد ذلك بفحص عام للوظائف الحركية والعصبية للتأكد من أن المشكلة ليس لها علاقة بخلل في الوظيفة الطبيعية للمثانة أو البروستاتا. وأخيراً، يتم إجراء الفحص الشرجي للبروستاتا لتحديد حجم وطبيعة التضخم بها".

ويتم التعامل مع تضخم البروستاتا الحميد من خلال عدة خطط علاجية تبدأ بالمتابعة الطبية المنتظمة مع بعض تعديلات نمط الحياة لتخفيف الأعراض، وتتضمن العلاجات الدوائية التي تساعد على تخفيف الأعراض، والتي تشمل أدوية لغلق مستقبلات ألفا، وأدوية المنشطات الهرمونية، وأدوية التامسولين. وهناك طرق عديدة يتم اللجوء إليها في حالة فشل العلاج بالأدوية في السيطرة على أعراض تضخم البروستاتا الحميد ومنها البدائل الجراحية الصغرى مثل استئصال البروستاتا باستخدام المنظار الكهربائي، وعملية استئصال البروستاتا باستخدام الليزر، والجراحة المتقدمة وتتمثل بعملية استئصال البروستاتا عن طريق الفتح.

ويتعالج في العيادة الجديدة حالياً مريض إماراتي الجنسية، في السبعين من العمر، لم يكن على علم بإصابته بمرض البروستات الذي غالباً ما يكون وراثياً في معظم الحالات، إلا أن المريض لم يكن على علم ما إذا كان قد أصيب أحد أفراد عائلته بهذا المرض سابقاً. وقال: "بدأت أعاني فجأة من آلام في البطن ومشكلات بالبول، وبعد أن تنقلت بين عدة مستشفيات عرفت أنني مصاب بالبروستات منذ نحو عشرة أعوام، أي حين كنت في الستين، وبعد مراجعتي لمستشفى الجامعة بالشارقة بدأت حالتي بالتحسن بفضل المتابعة الحثيثة من قبل طاقم الأطباء، إضافة إلى المعدات والتقنيات المجهز بها المستشفى، فأنا الآن أقوم بزيارات دورية وفحوصات دائمة بالموجات فوق الصوتية. وقد أكد الأطباء المتابعين لحالة هذا المريض أنه يتماثل إلى الشفاء.

ويتوجب مراجعة الطبيب للتعامل مع الحالات البسيطة من تضخم البروستاتا، وذلك لأجل تأكيد التشخيص واستبعاد أي احتمالات أخرى وعمل التحاليل اللازمة للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات. ورغم أن تضخم البروستاتا الحميد هو جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية إلا أن هناك بعض الأشياء التي تساعد في تخفيف حدة المشكلة ومن أهمها: تقليل شرب المياه الغازية والمشروبات التي تحتوي على كافيين، وعدم شرب الماء قبل النوم بساعة، وتجنب الإسراف في أدوية مضادات الاحتقان لأنها تؤدي إلى تفاقم أعراض البروستاتا، وعدم حبس البول لفترة طويلة والاستجابة بشكل سريع للرغبة في التبول، ومحاولة عمل روتين لأوقات التبول اليومية من خلال الاعتياد على الذهاب إلى الحمام كل بضعة ساعات، والانتظام في ممارسة الرياضة للمساعدة في تخفيف أعراض البروستاتا، والتدفئة الجيدة، وتجنب التعرض المستمر للبرودة بدون داعي.

وتشمل التعديلات في نمط الحياة التي يتوجب على الرجال اتباعها لتفادي حدوث هذه المشكلة: شرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم دون إسراف، والتعود على دخول الحمام للتبول كل ثلاث ساعات، والحفاظ على الوزن الصحي، وتجنب السمنة، وممارسة تمارين عضلات الحوض لمنع مشكلات نزول البول بشكل مفاجئ، والتغذية الصحية التي تحتوي على خضراوات وفواكه طازجة، والمتابعة الدورية المنتظمة مع الطبيب تساعد على الاكتشاف المبكر والعلاج بسهولة.

وتستخدم العيادة أحدث التقنيات وتلتزم بأرقى المعايير الدولية، وتضم كادر من الأطباء، والممرضات، وأخصائي الرعاية الصحية المتخصصين بالتعامل مع كافة المشكلات الصحية الشائعة لدى الرجال.