"دبي الذكية" تقتنص "وسام المعلوماتية" بجائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية

قرر مجلس أمناء جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية منح أعلى جائزة تقديرية "وسام المعلوماتية" في الدورة الـ 17 إلى "دبي الذكية" تقديرا لريادتها في مواكبة التحولات التقنية العالمية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات ودعم البنى التحتية واستدامة التنمية، مما أحدث تغيرات استثنائية في سهولة الأعمال، والقضاء على البيروقراطية، ومن ثم جودة الحياة، وارتقاء المعيشة، وسعادة المواطن، سعياً إلى تحقيق رؤيتها في جعل دبي المدينة الأسعد والأذكى على وجه الأرض.

وذكرت الجائزة ان لمسيرة دبي الذكية تاريخ كبير من التحولات الكبرى التي مكنتها من الانتقال عبر مراحل رئيسية بسلاسة ونجاح من الحكومة الإلكترونية والمتكاملة عام 2001 ، إلى الذكية عام 2013، إلى الذكاء الاصطناعي عام 2015 وأخيرا إطلاق مبادرة الثروة الرقمية القائمة على ركيزتين أساسيتين هما إنترنت الأشياء والشهادات الرقمية لتعزيز صناعة المستقبل والاستثمار بها بهدف إكمال الحياة الذكية بأهدافها كافة عام 2021؛ لتكون دبي الرائدة عالميا في تطبيقات متطلبات حياة عصر الثورة الصناعية الرابعة، وبهذه التحولات الكبرى غدت المنظومة الرقمية أحد الثروات الوطنية الإستراتيجية لدبي التي يتوقع أن تحقق نتائج اقتصادية واعدة في السنوات الثلاث المقبلة.

وكانت المرحلة الأولى قد شهدت إطلاق أول إستراتيجية لتقنية المعلومات والاتصالات عربيا ومن الأوائل عالميا عام 1999، وإنشاء أول وأكبر مدينة تقنية على الإطلاق في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة وهي مدينة دبي للإنترنت عام 2000، وإعلان مبادرة حكومة دبي الإلكترونية في العام نفسه، ومن ثم إطلاق أول منصة إلكترونية لحكومة دبي عام 2001 من خلال تشغيل 14 خدمة إلكترونية، بالإضافة إلى إطلاق بوابة للدفع الإلكتروني عام 2003، وبالتوازي مع ذلك اتجهت نحو تكامل مؤسساتها مبكرا فأعلنت مبادرة نظام تخطيط الموارد الحكومية الموحد للمؤسسات الحكومية الذي تم تدشينه عام 2003 بحيث توفر الحكومة حاليا 5 دراهم مقابل كل درهم تصرفه نتيجة هذه الإستراتيجية الموحدة.

وشهد عام 2005 إطلاق الخدمات الإلكترونية الذاتية للموظفين وللمشتريات ، وفي عام 2006 تم إطلاق معايير تقييم المواقع الإلكترونية وقاعدة بيانات الخدمات الحكومية ، ومن ثم تدشين النظام الموحد للشكاوى وبوابة الدفع عبر الهاتف المتنقل عام 2007، وبعد ذلك إنشاء دائرة حكومة دبي الإلكترونية عام 2009، وتوفير منظومة التراسل والتواصل للمؤسسات الحكومية وإطلاق نظام الاقتراحات الموحد الذي يحوي الآن عشرات الآلاف من الأفكار البناءة عام 2011.

وفي عام 2013 بلغت نسبة الخدمات الإلكترونية 90 في المئة من الخدمات المقدمة للمتعاملين، مع تكامل 46 في المئة بين الإدارات الحكومية، مما مكن دبي من التحول الذكي بانسيابية كبيرة، كما تم إطلاق مبادرة حكومة دبي الذكية ومشروع تحويل دبي إلى مدينة ذكية في نفس العام، وفي هذه المرحلة المهمة وخلال عام 2013 أيضا تم تدشين خدمة دبي آي دي وهي دخول موحّد لخدمات حكومة دبي الإلكترونية والذكية باسم مستخدم واحد وكلمة مرور واحدة تستطيع الدخول لأكثر من 600 خدمة تقدمها 21 جهة حكومية وخاصة.

وفي عام 2014 تم وضع سياسات التحول الأربع إلى الحكومة الذكية، وتشمل تعريف الخدمات الذكية وخصائصها وكيفية التخطيط لتنفيذها، وكذلك إطلاق تطبيق الموظف الذكي الشامل لجميع خدمات الموظفين، وتوج ذلك العام بإطلاق مؤشر السعادة إلكترونيا في معظم الجهات لقياس رضا المتعاملين في بادرة ريادية عالمية.

وشهد عام 2015 ترسيخ عملية التحول الذكي عبر تأسيس مكتب مدينة دبي الذكية، الذي أصبحت حكومة دبي الذكية مؤسسة تابعة له، وتم خلال نفس العام إطلاق تطبيق دبي الآن وهو المنصة الشاملة والموحدة لخدمات المدينة للأفراد، ويحوي أكثر من 57 خدمة ذكية تقدمها 27 جهة حكومية وخاصة، بالإضافة إلى تدشين التطبيق الذكي "وظائف دبي" للبحث عن وظائف حكومية، وكذلك تم إنجاز نظام الذكاء المؤسسي للموارد البشرية والرواتب، والإعلان عن إطلاق مشروع "راشد" الذي يعد أول مشروع لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي.

وفي عام 2016 تم إطلاق النسخة الرابعة من نموذج التميز في المواقع الإلكترونية الذكية، وتأكيدا على أهمية الثروة الرقمية وصناعة المستقبل تم تأسيس مؤسسة دبي للبيانات التي أتبعت لمكتب دبي الذكية في عام 2016، ومن ثم إطلاق منصة دبي الذكية "دبي بالس" التي تشكل العمود الفقري للتحول الذكي على مستوى المدينة والمنصة الأكبر للبيانات المفتوحة وتبادلها بين مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد، وهذا مهد لسهولة الانتقال إلى إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي الذي يعتبر الموجة الجديدة في التحول الذكي للمدن والذي توليه دبي الذكية اهتماما بالغا حيث شهد عام 2016 تدشين خدمات مشروع راشد رسميا الذي سيكون المستشار الذكي لمدينة دبي.

كما شهد العام الحالي 2017 إنشاء مختبر الذكاء الاصطناعي، وخريطة طريق الذكاء الاصطناعي، والإعلان عن مبادرة الثروة الرقمية التي ترتكز على إنترنت الأشياء والشهادات الرقمية، بالإضافة إلى إطلاق إستراتيجية دبي للبلوك تشين بهدف تعزيز كفاءة التعاملات الحكومية وخلق بيئة داعمة للشركات الخاصة والناشئة، وسرعان ما تبلورت نتائجها على أرض الواقع، وذلك في سبق دولي لدبي الذكية في استخدام البلوك تشين بالشراكة مع دائرة الأراضي والأملاك بإنهاء معاملات البيع والشراء في غضون دقائق بلا أوراق تماما، وقد تميزت شرطة دبي في أنها الجهة الحكومية الأولى التي طبقت إستراتيجية "حكومة بلا ورق" بنسبة 100% في مؤشر للمضي قدما نحو تحقيق المدينة الأذكى عالميا مئة في المئة في دبي عام 2021.

ويعتبر " وسام المعلوماتية" واحداً من المحطات المهمة في تاريخ الجائزة ، وأحد أبرز معالم مسيرتها الممتدة منذ عام 2001؛ حيث سجلت من خلاله حضورها العالمي باعتبارها واحدة من أكبر الجهات العربية والعالمية غير الربحية التي تمنح جائزة تقديرية لصاحب أكبر الإنجازات، وأهم الأنشطة التقنية على مستوى العالم سواء كان شخصية عامة أو اعتبارية، وعلى هذا الأساس ، يتم رصد أكثر من جهة أو شخصية عربية وعالمية قدمت نشاطا تقنيا متميزاً، ويقوم مجلس الأمناء باختيار أفضلها وفقا لمعايير وثوابت دقيقة وضعت أسسها منذ انطلاق فكرة الوسام في عام 2007، ومن تلك المعايير التي تحتكم إليها الجائزة في اختيار الشخصية أو الجهة : الإبداع في الفكر الرقمي والمعلوماتي، والأصالة في الأعمال والمنجزات.