خبراء: على المؤسسات المالية الاستعداد لتحديات الاقتصاد الرقمي المستقبلية
معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية يستضيف مؤتمر تطبيقات التكنولوجيا للخدمات المالية 2017، الذي يجمع متخصصين من أبرز المؤسسات المالية والأكاديمية الدولية
دبي - الإمارات العربية المتحدة
نظّم معهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، المعهد الرائد في المنطقة في مجال التعليم والتدريب للقطاع المالي والمصرفي، مؤتمر "تطبيقات التكنولوجيا للخدمات المالية"، لتسليط الضوء على أحدث تطبيقات التكنولوجيا المستخدمة في مجال الخدمات المالية ومناقشة الفرص والتحديات أمام المؤسسات والأفراد في ظل التوجهات المستقبلية لقطاع التكنولوجيا المالية.
وشارك في المؤتمر أكثر من 25 متخصصاً من أبرز المؤسسات المالية والأكاديمية المحلية والدولية؛ بما فيها كلية نورث ويلز للأعمال بجامعة جليندور البريطانية، وسيتي بنك، ومنصّة بي هايف الإلكترونية المتخصصة في التمويل المباشر عبر الإنترنت، وجامعة خليفة.
وتضمن المؤتمر ست محاضرات ناقش خلالها المشاركون دور تطبيقات التكنولوجيا المالية في إحداث تغيير إيجابي في القطاع المالي والمصرفي، يتمثل في تسهيل التعاملات والترويج للمنتجات المالية وتنظيم العلاقة مع العملاء خاصة مع انتشار منصات التمويل المباشر عبر الإنترنت دون وسيط (P2P).
كما تناول المتحدثون التحديات التي يفرضها الانتشار الواسع والتطور السريع لتكنولوجيا التطبيقات المالية والمصرفية وتعدد المصادر الموردة لها على أمن المعلومات والخصوصية المالية للأفراد والمؤسسات مؤكدين على ضرورة استخدام هذه التقنيات الحديثة بما يعزز أمن البيانات المالية والعمليات المالية المختلفة.
وقال جمال الجسمي مدير عام معهد الإمارات للدراسات المالية والمصرفية: "إن التطور المتسارع الذي يشهده القطاع المالي والمصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يعتبر من أكثر القطاعات حيوية على مستوى المنطقة، يستوجب استخداماً مبدعاً لتطبيقات التكنولوجيا المالية، يتمثل في عدم التباطؤ في تبني هذه التقنيات للحفاظ على تنافسية القطاع وقدرته على تقديم الخدمات المالية للمؤسسات والأفراد من ناحية، وفي استخدام هذه التقنيات ذاتها لتعزيز هيكليته وتنظيم هندسته المالية بما يضمن أمن المؤسسات المالية وعملائها على حد سواء.
وتابع الجسمي: " إن الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على التطبيقات التكنولوجية المالية، هو اقتصاد المستقبل، لذا من الضروري أن نتناول تحديات التحول نحو اقتصاد المستقبل لوضع السبل والآليات السليمة التي تمكننا من إنجاز هذه المهمة وتحقيق الفائدة القصوى من التقدم التقني والحد من الآثار السلبية التي قد تنتج عنه".
وتعّرف المشاركون في المؤتمر على الأفكار المبتكرة لاستخدام تطبيقات التكنولوجيا المالية في مختلف القطاعات وفي مقدمتها قطاع تجارة التجزئة. كما ناقشوا التشريعات التنظيمية، وآليات حماية البيانات، ودور المنافسة بين مزودي خدمات التكنولوجيا المالية في تطويرها، إضافة إلى مساحات التعاون المتاحة بين المؤسسات المالية ومطوري تطبيقات تكنولوجيا الخدمات المالية.
وقدّم كلٌ من الدكتور كالفن ليون وآنا سونج، الأستاذان في كلية نورث ويلز للأعمال بجامعة ريكسهام جليندور البريطانية، محاضرة مشتركة عن تطبيقات التكنولوجيا المالية واستخداماتها في مختلف القطاعات. واستعرض المحاضران أمثلة عملية مثل تطبيق "فينزكاب" لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في فرنسا، وتطبيق شركة "ستاربكس" في الولايات المتحدة الأمريكية لتسهيل الطلب والدفع باستخدام الهاتف الذكي دون الحاجة للانتظار، وتطبيق "ترانسفير وايز" لتحويل الأموال في المملكة المتحدة.
وعرض فيفك فدياناثن، مدير إدارة حلول الخزينة والتداول في سيتي بنك، أهمية تعامل المؤسسات المالية مع تطبيقات التكنولوجيا المالية كفرصة مواتية لتوسيع أعمالها، لافتاً إلى أن شركات مثل "كوداك" خسرت ريادتها العالمية بسبب تخلفها عن مواكبة تطورات التكنولوجيا، وتمسكها بمواصلة إنتاج أفلام التصوير التقليدية بدل استفادتها من تكنولوجيا التصوير الرقمي. ودعا فدياناثن المؤسسات المالية والمصرفية لاغتنام الفرص الجديدة وتطوير نماذج عملها باستمرار للتكيف سريعاً مع أحدث توجهات التكنولوجيا في القطاع.
بدوره شرح الدكتور أرنستو دمياني، مدير مركز أبحاث أمن المعلومات في جامعة خليفة في أبوظبي، العلاقة التكاملية بين البيانات الضخمة من جهة وتطبيقات التكنولوجيا في الخدمات المالية من جهة ثانية، مبيناً الاعتماد المتزايد للبنوك ومنافذ تجارة التجزئة على تحليل نماذج المعلومات والبيانات لتوقع مؤشرات أدائها، الأمر الذي يتطلب الاستفادة أكثر من تطبيقات تكنولوجيا الخدمات المالية، بالتزامن مع توفير المزيد من الحماية التي يطلبها المستخدمون لمعلوماتهم وبياناتهم الشخصية.
