"حوكمة" يؤكد أهمية تعزيز الكفاءة لدى أعضاء مجالس الإدارات للشركات المملوكة للدولة

أكد المشاركون في "مؤتمر حوكمة" الـ /11/ في ختام أعماله في دبي الليلة الماضية أهمية تعزيز الكفاءة لدى أعضاء مجالس الإدارات للشركات المملوكة للدولة.

وتناولت جلسات المؤتمر الذي نظمه معهد "حوكمة" ـ ومقره دبي ـ وذلك على مدار يومين عدة موضوعات مهمة شكلت قيمة مضافة إلى الحدث الذي شارك في جلساته عدد كبير من الخبراء والمختصين من مختلف بلدان العالم حيث عرضوا فيها أفكارا ومقترحات وتجارب عديدة ومتنوعة حول الحوكمة وأهمية ومكانة ودور أعضاء مجلس إدارة الشركات المملوكة للحكومة.

وناقشت جلسات المؤتمر العلاقة بين الشركات المملوكة للدولة والجهات المعنية بها كالوزارات والجهات السيادية حيث تم التأكيد على ضرورة أن تكون العلاقة مبنية على الاحترام وودية وتتميز باللباقة واللياقة خالية من الندية والمواجهة ذلك أن الشركات المملوكة للدولة هي أحد أهم ركائز التنمية المستدامة في دول المنطقة.

وطرح المشاركون أسئلة عدة حول الخبرات والصفات الشخصية اللازم توافرها في أعضاء مجالس ادارة الشركات المملوكة للدولة وأهمية نزاهة الأعضاء كما ناقشوا آليات تقييم أداء مجالس الادارة وأهميتها في تصميم برامج التدريب المناسبة بما ينعكس إيجابا على أداء المجلس والشركة ككل.

ولفت معالي الدكتور أشرف شرقاوي وزير قطاع الأعمال العام في مصر ـ في إحدى جلسات المؤتمر ـ إلى أن فصل أو تعيين أعضاء مجلس الإدارة للشركات المملوكة من قبل الحكومة يعد من الأمور المهمة في نجاح هذه الشركات ونجاح الحكومة أيضا.

وتحدث الوزير المصري عن تجربة مصر في التعامل مع الشركات في المرحلة السابقة والتطورات التي طرأت عليها في الآونة الأخيرة إذ يعد الوزير المختص هو المسؤول عن الشركات القابضة التي تتولى بدورها متابعة الشركات التابعة لها كما يتم تعيين أعضاء الجمعيات العمومية للشركات القابضة من قبل رئيس الوزراء الذين يقومون بانتخاب أعضاء مجلس الإدارة لذا فإن القرار بيد أعضاء الجمعية العامة لهذه الشركة أو تلك وليس بيد الوزير.

وقال سايمون وونج ـ استاذ زائر في المعهد الكوري للمعاملات المالية العامة ـ الذي يمتلك تجربة طويلة تزيد على /20/ عاما إن حوكمة الشركات من المواضيع المثيرة للاهتمام وهي معقدة وتحفز العقل ومن بين أهم التحديات التي تواجه عمل الحوكمة المؤسسية ضرورة أن نوازن بين الأهداف المالية وغير المالية للشركات المملوكة للدولة.

وأضاف أن // هناك توجهات وتوقعات مختلفة للجهات المشرفة على تلك الشركات والمتعاملة معها لكن لا بد من تحقيق الأهداف في نهاية المطاف //.

ونبه سايمون إلى أن الشركات تواجه قرارات مهمة في مختلف الأمور مثل تغيير الرواتب أوالمخصصات المالية فهذه من بين القضايا التي يكون دور المجلس فيها مهم جدا التي تنعكس قراراته والجهود التي يبذلها على تحسين الأداء عموما.

**********----------********** وأوضح أن هناك كثيرا من العقبات التي تواجه مجلس الإدارة في التعيينات والانتخابات لكن الأمر عموما يتعلق بتشكيل مجلس الادارة خصوصا في حال استناد التشكيل على اعتبارات سياسية بدلا من العوامل التجارية.

ولفت وونج النظر إلى أن مجلس الإدارة يلعب دورا جوهريا في الحوكمة المؤسسية، ومن المهم معرفة كيف يتم انتخاب وتعيين الأعضاء، وتوضيح جهود الحكومة في تحسين إمكانات المجلس، ودورها كذلك في التدريب ولجنة الترشيحات للقيادات التنفيذية، ومدى أهمية وفاعلية وتأثير برامج التدريب التي تم تطويرها.

وشدد على أهمية توثيق تفاصيل الاجتماعات بمستوى عال من الشفافية والوضوح كما تناول أهمية دقة الاختيار لأعضاء المجلس والتدريب وأهميته كسمة أساسية فيما يخص إعداد القيادات.

وأشار ناجيش سرياناريانا ـ الخبير المالي العالمي ـ إلى أنه عندما يكون هناك سباق على مستوى العالم بين مختلف الجهات فإن الحلول القصيرة والمباشرة لا جدوى منها الأمر الذي يستوجب الحديث عن الأهداف الاستراتيجية والحلول بعيدة المدى والأجل كما أن الأمر يستدعي البحث في المخاطر ومدى تأثيرها السلبي على العمل والأداء عموما وتحديدا المخاطر بعيدة المدى.

ولفت إلى أن هناك تغيرات عالمية في جميع المجالات من بينها فرص العمل والتدرج إلى اقتصادات جديدة خصوصا في آسيا وهي توفر فرص عمل على نطاق واسع.

وأكد هيندا إنجلز ـ من أنغولا الذي يزور دبي للمرة الأولى ـ أهمية الخبرات التي تؤدي بالضرورة إلى تعزيز الأداء والكفاءات .. وتحدث عن تجربة بلاده والتحديات التي تواجه الحكومة والشركات وذلك بعد خلاص البلاد من حرب أهلية دامت /27/ عاما.

ونوه بأن عدد الشركات المملوكة من قبل أنغولا كثير وفي أكثر من قطاع مثل النفط والغاز والمياه والكهرباء والاتصالات والتعدين وغيرها .. مشدد على أهمية برامج التدريب لأعضاء مجالس الإدارات.

وعرض داتو عبد العزيز أبو بكر تجربة ماليزيا في حوكمة الشركات التي حققت نجاحا لافتا على إثر خضوعها لبرنامج طويل الأجل مدته /10/ سنوات أشرف عليه مباشرة رئيس الوزراء نجحت خلالها أغلب الشركات وتخرجت من البرنامج بكفاءة واقتدار وأصبحت تدار من قبل أصحاب الأسهم والمالكين وليس من قبل رئيس الوزراء.

وتحدث مايكل ويب ـ من نيوزيلندا ـ عن أهمية تكوين مجالس الإدارة والمخصصات والرواتب واتباع أفضل الممارسات .. وعرض تجربة بلاده في موضوع حوكمة الشركات المملوكة للدولة مشيرا إلى قلة عدد الشركات المملوكة من الدولة في بلاده.

وركزت جلسة أدارها الدكتور أشرف جمال الدين الرئيس التنفيذي لمعهد "حوكمة" وشارك فيها خمسة خبراء على كيفية أن تكون مجالس الإدارة أكثر فاعلية.

وتحدث في الجلسة ستيفن ديفيس من جامعة هارفارد للحوكمة المؤسسية الذي أشار إلى أن مصطلح حوكمة لم يكن موجودا قبل نحو ثلاثة عقود وأنه يعني في اللغة البرتغالية "تنظيف الغرف" واعتبر ذلك مسألة إيجابية مهمة.

كما تحدث في نفس الجلسة سعيد بركو كامبي رئيس الشبكة الأفريقية للحوكمة الذي أوضح أن الحوكمة المؤسسية تعني الالتزام وتأكيد أهمية الضوابط والإجراءات حيث يعد العنصر البشري الأهم في هذا الموضوع.

وأشار الدكتور جمال الدين إلى أن تأسيس معهد "حوكمة" في عام /2006/ من قبل حكومة دبي جاء بهدف تحسين ممارسات الحوكمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنذ البدايات وهو يعمل مع الحكومات والمنظمين والشركات ويجمع خبراء من مختلف البلدان لتبادل خبراتهم وأفكارهم فيما يتعلق بقضايا الحوكمة المختلفة بما يسهم في تحقيق قفزات نوعية في حوكمة الشركات خصوصا أنه يطرح قضايا وأفكار عديدة في مؤتمره السنوي.

واعتبر المؤتمر السنوي لـ"حوكمة" أحد الآليات المهمة التي تساعد في نشر فكر الحوكمة في المنطقة العربية وأحد الوسائل التي يمكن من خلالها استحضار المعرفة من مختلف مناطق العالم إذ يشارك في المؤتمر متحدثون من مختلف بلدان العالم وكل مشارك يمتلك من الخبرة والتجربة والمعرفة الكثير ويعرضها للنقاش، وبذلك تكون مختلف النقاشات وأوراق العمل والقضايا المطروحة في المؤتمر في متناول المختصين والمسؤولين.