"الهلال للمشاريع" تسلّط الضوء على فرص الابتكار العالمية في مجال الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

المنتدى يسلط الضوء على فرص الابتكار التكنولوجي التي يمكن أن تغير صناعة الرعاية الصحية

- الحدث شهد حضور أكثر من 100 من المعنيين بالقطاع، وتخللته نقاشات مهمة شارك فيها متحدثون بارزون من قادة القطاع الخاص ومجال الرعاية الصحية وواضعي السياسات

استضافت الهلال للمشاريع، الشركة العالمية التي تعمل في قطاعات متعددة إقليمياً ودولياً، والتي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، اليوم منتدى التكنولوجيا الطبية "ميدتيك"، والذي تناول محور "تمكين الابتكار. تعزيز الأثر" بهدف استطلاع فرص الابتكار المستجدّة في مجال الرعاية الصحية والأجهزة الطبية.

وشهدت فعاليات المنتدى الذي أقيم في نادي كابيتال في مركز دبي المالي العالمي، مشاركة أكثر من 100 شخصية بارزة من مستثمرين ومختصين في قطاع الرعاية الصحية ومن كبار الأكاديميين وواضعي السياسات.

وفي كلمته الترحيبية، قال بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع: "يشهد قطاع الرعاية الصحية مؤخراً انتشاراً واسعاً لأحدث ما توصلت له الابتكارات التكنولوجية، والتي أصبحت عوامل أساسية لخلق حلولٍ غير مسبوقةٍ على صعيد الوقاية والتشخيص والعلاج بما فيه فائدة لملايين الناس من جميع أنحاء العالم. وسيكون الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي ستجني ثمار هذه الابتكارات، ولا سيما بما تشهده هذه المنطقة من نمو سكاني متسارع أدّى إلى تفاقم الحاجة لتطوير أنظمة رعاية صحية عالمية المستوى. وتعتبر هذه الابتكارات أيضاّ محركات رئيسية ستدفع بنا قدماً نحو تعزيز مكانة المنطقة على خارطة مؤسسي العلامات التجارية المرموقة عوضاً عن تبنيها وحسب".

وأضاف جعفر: "نحن في الهلال للمشاريع متحمسون للتعاون مع نخبة من ألمع العقول في قطاع الرعاية الصحية في المنطقة من خلال منتدى ميدتيك، إذ يكمن الهدف من هذه النقاشات في زيادة التركيز على الابتكار التكنولوجي في المنطقة، وتوجيه جهودنا نحو تحقيق أثر بعيد المدى من شأنه أن يرتقي بالمجتمعات المحلية والعالمية من خلال تغييرات جذرية ومبتكرة."

وفي كلمة المنتدى الافتتاحية، أشارت سعادة الدكتورة مريم مطر، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة لجمعية الأمراض المتوارثة جينياً في الإمارات، إلى دور الحكومات في دعم الابتكارات العلمية، حيث قالت: " نعيش اليوم في زمن يحمل لسكان العالم من جهةٍ تحدياتٍ لم يسبق لها مثيل، ويشهد من جهة أخرى طاقات بشرية هائلة مفعمة بروح الإبداع والابتكار وتتجاوز جميع الحدود والآفاق".

وأضافت: "ومن هذا المنطلق، تقع على عاتق الحكومات في جميع أنحاء العالم مسؤولية كبيرة تتمثل في تمكين فرص التعاون فيما بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ليتمكنوا مجتمعين من إيجاد حلول مناسبة وعملية. ومن الجدير بالذكر في هذا السياق الجهود الاستثنائية والريادية التي كرستها حكومة دولة الإمارات لقيادة منظومة الرعاية الصحية في الدولة نحو آفاق جديدة، مستنيرة برؤية واستراتيجية واضحة تركز على تعظيم الفائدة المستنبطة من التكنولوجيا والابتكار، وذلك من خلال تسخير الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة لإيجاد الحلول الطبية الجذرية وتحقيق الإنجازات غير المسبوقة."

وألقى الكلمة الرئيسية الثانية الدكتور دانيال كيم، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بجامعة تكساس ومؤسس شركتي ColubrisMX Inc و XCath Inc المختصتين بتطوير الجيل الجديد من الروبوتات الطبية المبتكرة. وأوضح أن شركة ColubrisMX Inc تشارف على إطلاق تجارب ودراسات طبية خارج الولايات المتحدة، كما أنها تعكف على تطوير روبوت جراحي دقيق غير مسبوق يحد من التدخل الجراحي في علاج حالات مرضية تهدد الحياة، مثل تشوهات الجنين والدماغ، بينما تعمل شركة XCath على تطوير الجيل التالي من أجهزة قسطرة روبوتية دقيقة قابلة للتوجيه لمعالجة حالات مثل السكتات الدماغية. وتسمح الأجهزة الروبوتية الدقيقة بعلاج المرضى عن بعد، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق من العالم التي قد لا تتوفر فيها العمليات الجراحية المتخصصة بسهولة.

وأبرز الدكتور كيم وجود ثغرة في مجال إجراءات التدخل في الأوعية الدموية، مشدداً على الدور الهام للتقنيات المتطورة في مجال الروبوتات الجراحية التي تحد من التدخلات الجراحية.

وقال الدكتور كيم: دائماً ما أجد نفسي مستاءً في عملي كجراح أعصاب دقيقة من قصور الوسائل الجراحية المتاحة لنا اليوم من حيث الدقة، إلا أننا تمكنا من خلال ColubrisMX Inc و XCath Inc من تجاوز هذه المحدوديات، مبتكرين ما يمكن أن يكون واحداً من أبرز التطورات في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم."

وأضاف: "نحن في مرحلة متقدمة من استخدام الروبوتات الطبية لإجراء العمليات الجراحية المعقدة عن بعد، وضمان الكشف المبكر عن العيوب والتشوهات الصحية، وتوفير الرعاية المتخصصة التي يمكن أن تنقذ حياة المرضى أكثر من أي وقت مضى. فيما بين أيدينا فرصٌ وإمكانات هائلة تتيح لنا تطوير هذه التكنولوجيا الروبوتية وتوظيفها لاستخدمات متعددة، ولكنها تتطلب منا ألا نألو جهداً في تعزيزها والاستفادة منها، فمنها سنخلق حلولاً جذرية مبتكرة لمواجهة بعض أكبر التحديات الصحية التي نشهدها في الوقت الحالي."

وشهد الحدث سلسلة من حلقات نقاشية تناولت أولها عوامل تحفيز الابتكار ودعم تبنيه في مجال الرعاية الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالإضافة إلى سعادة الدكتورة مريم مطر، شمل المتحدثون في الجلسة الدكتور أرجين رادر، الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس الشرق الأوسط وتركيا؛ ومجدي يونس، مدير الأعمال الإقليمي (الخليج الأدنى وإيران والعراق) في مدترونيك؛ وديراج جوشي، شريك لدى برايس ووترهاوس كوبرز.

وتبع ذلك حلقة نقاش سلطت الضوء على الفرص المتاحة للمستثمرين في الشرق الأوسط في مجال الابتكار في التكنولوجيا الطبية، وشارك فيها الدكتور هلموت إم شويسلر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة تي في إم كابيتال هيلث كير بارتنرز؛ وبرامود بالاكريشنان، الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات الإمارات؛ وهشام فاروق، الرئيس التنفيذي لشركة جرانت ثورنتون؛ وكريم سميرا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جينفارم للخدمات.

وسلط المنتدى الضوء في جلسة أخرى على الدور الهام الذي يؤديه رواد الأعمال في خلق الحلول المستقبلية المبتكرة لتحديات القطاع الصحي، بمشاركة متحدثين بارزين من بينهم إليزابيث أوداي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أولاريس ثيرابيوتيكس؛ وأيمن شرايحة، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات في "الطبي"، وسام عموري، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ألفا سيستمز.

ويذكر أن شركة الهلال للمشاريع قد نفذت عدة استثمارات استراتيجية في قطاع الرعاية الصحية. وفي شهر نوفمبر 2017، أعلنت الشركة عن إتمامها لجولة تمويل أولية في شركتي ColubrisMX وXCath من خلال ذراعها لرأس المال الاستثماري للشركات CE-VC، مسجلة بذلك دخولها إلى قطاع التكنولوجيا الطبية.