الطاقة الشمسية تقود الفرص التجارية في القطاع المتسارع بالمغرب

قال اليوم خبراء في قطاع الطاقة، على هامش التحضيرات النهائية الجارية لانعقاد القمة العالمية لطاقة المستقبل، إن الهدف الذي أعلنت عنه المملكة المغربية حديثاً، والمتمثل بتوليد أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2030، يتيح فرصاً تجارية كبيرة أمام المستثمرين.

وتسعى المغرب بحلول العام 2030 إلى توليد 52 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، ومنها 2 غيغاوات من الطاقة الشمسية، ومثلها من كل من طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وفق ما أعلنت الحكومة المغربية خلال مشاركتها في الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر الأطراف المعنية باتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي.

وتُعتبر المملكة المغربية حالياً أكبر مستورد للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ تستورد أكثر من 97 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة، وفقاً لأرقام البنك الدولي.

وكانت المشاريع المتكاملة للطاقة الشمسية، التابعة للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، دعت إلى ضخ استثمارات بقيمة تسعة مليارات دولار بحلول العام 2020، وفقاً لتقرير صدر حديثاً عن مجلس مستقبل العالم، ما يشير إلى الإمكانيات الاستثمارية والتجارية الواعدة لهذا القطاع في البلاد.

وأشار مراقبون متخصصون من المغرب إلى أن تحقيق الأهداف المغربية الطموحة في مجال الطاقة المتجددة سوف يتطلب ضخّ استثمارات دولية واكتساب أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وقد بدأت المغرب في قلب المعادلة لتصبح مُصدِّرة محتملة للطاقة بعد أن كانت مستوردة لها.

ويعتبر معرض الطاقة الشمسية المصاحب للقمة العالمية لطاقة المستقبل، فرصة مثالية لتسليط الضوء على فرص الأعمال وآخر الابتكارات في سوق الطاقة الشمسية في المغرب والمنطقة. وسيتيح المعرض الفرصة لأكثر من 150 شركة عارضة للتواصل وتبادل الخبرات مع نخبة من المبدعين ومطوري المشاريع والمشترين، للتعرف على آخر الإبداعات الخاصة بهذا القطاع، كما سيقدم مؤتمر القمة العالمية لطاقة المستقبل فرصاً هامة للمشاركين في التواصل مع عدد كبير من أهم الخبراء في مجال الطاقة الشمسية.

وبات مشروع نور للطاقة الشمسية في المغرب مهيّأ ليصبح أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، بطاقة إنتاجية تتجاوز 500 ميغاوات، وهي تستعد لإمداد أكثر من مليون منزل بالكهرباء بحلول العام 2018، وفقاً للبنك الدولي.

وفي إطار دعم مصادر الطاقة المتجددة في المغرب، انضم البنك الدولي إلى البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، والبنك المغربي للتجارة الخارجية، وصندوق التكنولوجيا النظيفة، في الاستثمار بمحطات الطاقة الشمسية ومزارع الرياح في المغرب. ومن المقرر أن تستضيف المغرب كذلك الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الأطراف المعنية باتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي.

وكانت مصدر والحكومة المغربية أعلنتا حديثاً عن اتفاقية شراكة لتركيب نظم منزلية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في أكثر من 17 ألف منزل في مناطق ريفية بالمغرب. كذلك أعلنت مصدر حديثاً أن المغرب واحدة من ثلاث أسواق رئيسية للاستثمار في الطاقة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى السنوات العشر المقبلة.

جدير بالذكر أن القمة العالمية لطاقة المستقبل 2015 سوف تقام بالتزامن مع القمة العالمية للمياه ومعرض ومؤتمر "إيكو ويست" لإدارة النفايات، بين 18 و21 يناير الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.